मिस्र में क़ब्बानी के नाटकीय प्रयास
جهود القباني المسرحية في مصر
शैलियों
57
وهي من تأليف الشيخ إبراهيم الأحدب،
58
الذي اعتمد في كتابتها على تراث الأدب الأندلسي وتاريخه؛ مما يعني أن القباني ما زال ملتزما بعرض مسرحيات تراثية حتى ولو لم تكن من تأليفه.
وهذه المسرحية تدور أحداثها حول الحب العفيف الذي نشأ بين الشاعرة ولادة والوزير ابن زيدون، الذي زاحمه في حبها الوزير أبو عامر (ابن عبدوس الملقب بالفار)، الذي أرسل عجوزا إلى ولادة تخطبها له، فردت عليها ولادة برسالتها الشهيرة التي كتبها ابن زيدون - على لسانها - متهكما فيها من أبي عامر. كما تطرقت المسرحية إلى قصة إهدار دم ابن زيدون وسجنه، ومن ثم هروبه إلى إشبيلية وتقلده الوزارة في عهد المعتضد بن عباد، وتنتهي المسرحية نهاية سعيدة باستمرار الحب العفيف بين ولادة وابن زيدون، على غرار قصص العرب الشهيرة في الحب.
والملاحظ أن القباني - المؤمن بمفردات رسالته وهدفها - اختار هذا النص لتطابقه مع مفردات رسالته بما فيه من معان قويمة، تصلح لأن تكون عظة للمشاهدين وعبرة لهم، محققا بذلك هدف رسالته، فموضوع المسرحية يعالج فكرة الحب العفيف واستمراره بين المحبين، دون وقوع ما يجرح المشاعر الإنسانية، أو يعد خروجا عن التقاليد العربية، أو يعتبر خرقا للتعاليم الإسلامية. ومن جانب آخر اعتبر القباني هذا النص معالجة مشرقة للتاريخ - مما يخدم توجهه؛ لأن المؤلف - الشيخ الأحدب - كانت غايته «تبرئة ولادة، الأميرة المسلمة ابنة خليفة المسلمين، مما نسبه إليها بعض المؤرخين من استهتار وتبذل وعكوف على اللهو والملذات»،
59
وهذه التبرئة ترسخ رسالة القباني في وجدان جمهوره، وبالتالي تحقق هدفه المنشود.
ومما يجدر ذكره - في هذا المقام - أن أسلوب الأحدب في كتابته لهذه المسرحية تشابه مع أسلوب القباني في مسرحية «أنس الجليس»! فنص «ولادة» به أشعار من نظم الأحدب، كما به أشعار من نظم الآخرين أمثال بشار بن برد.
60
अज्ञात पृष्ठ