जुहा दहीक मुधिक
جحا الضاحك المضحك
शैलियों
فالمواضع التي ورد فيها الضحك في كتب العهد القديم إنما كانت تنديدا بخليقة الاستهزاء والسخرية، أو كانت بمعنى الاستهزاء الذي يرد الاستهزاء على أصحابه، ومن هذا القبيل ما ينسب إلى الإله أو إلى عباده الصالحين.
وبهذا المعنى نسب إلى أيوب حيث جاء في سفره: «لا ترفض تأديب القدر؛ لأنه هو يجرح ويعصب، يسحق ويداه تشفيان، في ست شدائد ينجيك وفي سبع لا يمسك بسوء، في الجوع يفديك من الموت وفي الحرب من حد السيف، ومن سوط اللسان، فلا تخاف من الخراب إذا جاء ... تضحك على الخراب والمحل ولا تخشى وحوش الأرض.»
وهنا يعود أيوب فيهزأ بالخراب والمحل بعد أن كان ضحكة لهما أو ضحكة للهازلين الذين حسبوه فريسة لهما وحسبوا ألا نجاة له من مصابه بهما وبغيرهما من ضروب المحنة والبلاء.
لا جرم يقال عن الضحك بمعنى الاستهزاء، كما جاء في الأمثال: «إنه في الضحك يكتئب القلب وعاقبة الفرح حزن»، أو كما جاء في الجامعة: «إن الحزن خير من الضحك؛ لأنه بكآبة الوجه يصلح القلب.»
ولم يذكر الاستهزاء بخير في كتب العهد القديم إلا أن يكون ردا على المستهزئين وعقابا للسخرية والمجون.
على أن الضحك قد ورد في العهد القديم بمعنى السرور مقابلا للحزن مصحوبا بالغناء ، كما جاء في المزامير بعد رد السبي: «إننا ... حينئذ امتلأت أفواهنا ضحكا وألسنتنا ترنما.»
ولا يلزم في هذا المعنى تفسير الضحك بالأسباب التي أجملناها فيما تقدم، ولكنه - على هذا - لا يخلو من الشعور بالنقيض بعد النقيض؛ إذ ينتقل المرء من الأسر إلى الطلاقة، فيعبر عن فرحه بالضحك والغناء.
في الإنجيل
أما في العهد الجديد فقد جاء ذكر الضحك في إنجيل لوقا على لسان السيد المسيح حيث يقول وقد رفع عينيه إلى تلاميذه:
ورفع عينيه إلى تلاميذه وقال طوباكم أيها المساكين؛ لأن لكم ملكوت الله. طوباكم أيها الجياع الآن؛ لأنكم تشبعون. طوباكم أيها الباكون الآن لأنكم ستضحكون.
अज्ञात पृष्ठ