राजनीतिक भूगोल

मुहम्मद रियाद d. 1450 AH
191

राजनीतिक भूगोल

الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا: مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط

शैलियों

يحكم الرباط «المكاني» أقدار مجموعة الدول المتشابهة في الصفات الطبيعية والحضارية سالفة الذكر، في صورة مثلث كبير تمتد قاعدته بحذاء الحدود الشمالية لليونان وتركيا وإيران وأفغانستان، ويمتد ضلعه الأيمن من كشمير إلى الصومال عبر باكستان والبحر العربي، بينما يمتد ضلعه الأيسر من الصومال شمالا في قوس خفيف الانحناء عبر السودان وليبيا في اتجاه وسط البحر المتوسط، وهذا التكتل المساحي الكبير لا يتكون من مساحات أرضية متصلة، بل تتخلله البحار والخلجان في أشكال واتجاهات مختلفة، كما لو كانت تريد أن تلتقي، وقد ساعدها الإنسان على الالتقاء في أضيق نقاطها، فشق قناة السويس مكونا بذلك أكبر طريق مائي عالمي عبر الشرق الأوسط، وعلى وجه العموم فإن دول الشرق الأوسط الكبير في معظمها تشارك بصورة أو أخرى في الإشراف على ممرات العبور الدولية سواء الجبلية منها أو البحرية أو الجوية، مما يدعونا إلى أن نطلق عليه «عالم العبور» (انظر الخريطة 25).

خريطة (25).

الشرق الأوسط «القلب»

في داخل الشرق الأوسط «الكبير» مثلث آخر صغير، لكنه يحتل قلب الشرق الأوسط بصفاته المكانية، وسماته الطبيعية والحضارية التي سبق ذكرها، وقاعدة المثلث القلب هذا تمتد في شمال البحر العربي إلى جزيرة سقطرة، بحذاء الساحل الجنوبي للجزيرة العربية، مشتملا على خليجي عمان وعدن، والخليج العربي والبحر الأحمر، ويمتد ضلعه الأيمن مع جبال زاجروس موازيا للساحل الإيراني على خليجي عمان والعربي، ومكملا سيره مع جبال كردستان وبموازاة الحدود العراقية الإيرانية، ثم يخترق هضبة الأناضول في اتجاه الشمال الغربي إلى أن نجد رأس المثلث في منطقة المضايق التركية - البسفور والدردنيل - أما الضلع الأيسر للمثلث فيمتد من خليج عدن مشتملا على شمال الصومال وكل البحر الأحمر ووادي النيل ودلتاه في مصر، ويعبر البحر المتوسط وبحر إيجه ليلتقي برأس المثلث في تركيا الأوروبية، وبذلك فإن الشرق الأوسط القلب يضم كل دول الجزيرة العربية والعالم العربي الآسيوي وقبرص، وأجزاء من إيران في الشرق، ومعظم تركيا في الشمال، ومعظم المعمور من مصر في الغرب وأجزاء السودان وإثيوبيا والصومال المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.

ومن الطبيعي أن تكون أطراف الشرق الأوسط الكبير أقل أهمية كعالم عبور دولي من قلب الشرق الأوسط، وأقل تمثيلا للصفات المشتركة في بناء سمات الشرق الأوسط القلب، وذلك بحكم أن هذه الأطراف تتاخم أقاليم أخرى وتتأثر بها كما سبق القول ، وفي الحقيقة فإن المثلث القلب، وإن لم يفضل بقية الشرق الأوسط في جفافه، إلا أنه يفضله في عدد من الاعتبارات نذكر من أهمها: (1)

سيادة اللغة العربية على غالبية سكان قلب الشرق الأوسط، وذلك باستثناء طرفه الشمالي حيث تسود التركية، أما أطراف إيران الغربية الداخلة في قلب الشرق الأوسط فتسود فيها رسميا اللغة الإيرانية، لكنها منطقة تداخل كبير بين (أ) العربية (إقليم خوزستان أو عربستان أو حوزستان أو الأهواز حسب التسميات الإيرانية والعربية المختلفة، بالإضافة إلى تداخل عربي على طول سواحل إيران على الخليج العربي حتى هرمز). (ب) الكردية أو اللار في جبال زاجروس وكردستان. (ج) الفارسية في المدن الساحلية والواحات الداخلية مثل كزرون ومسجد سليمان وشيراز وبندر عباس. (2)

يسيطر قلب الشرق الأوسط على أهم الممرات البحرية العالمية في الشرق الأوسط (انظر خريطة 25): (أ)

المضايق التركية بين البحر الأسود والمتوسط، وتشترك اليونان وتركيا في الإشراف على بحر إيجه الذي يكمل مسارات الملاحة السوفيتية والكتلة الشرقية من البحر الأسود إلى عالم البحر المتوسط، ومن ثم إلى المحيط الهندي عبر السويس. (ب)

قناة السويس وباب المندب اللذان يتحكمان في طريق الملاحة الدولي من أوروبا والاتحاد السوفيتي وأمريكا الشمالية إلى المحيط الهندي وخليج البترول والشرق الأقصى، وتشارك في الإشراف على هذا الطريق كافة دول البحر الأحمر والصومال واليمن الجنوبية بما في ذلك جزيرة سقطرة التابعة لليمن الجنوبية. (ج)

مضيق هرمز الذي يتحكم في الملاحة بين أغنى منطقة إنتاج بترولي في العالم وبين أسواقه عبر البحار إلى شتى قارات العالم، والمفروض أن تتحكم كل من إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المضيق، لكن إيران - باحتلالها لجزر الطنب، وبقوتها العسكرية المدعمة بواسطة الأحلاف الأمريكية المتعددة - تسعى لكي تصبح الحاكم الفعلي لهذا الممر الحيوي بالنسبة لتجارة البترول العالمية. (3)

अज्ञात पृष्ठ