नवीन और प्राचीन: अध्ययन, आलोचना और विमर्श
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
शैलियों
ظننتها تقول: يا ابني، فقالت: يا عمي، رأتني أعجز منها، فتألمت جدا، وترحمت على الأخطل الأصيل، وأين من مصيبتي؟ فالتي دعتني «عمها» عجوز محطمة. وفيما أنا أفكر ببقية شباب نعتها إلي هذا العجوز الدردبيس، إذا بها تشق الحديث قائلة: الميت من قرايبك؟
قلت: رجل هو أم مرأة؟
قالت: يقولون رجل تركي.
قالت: وماذا رأيت في يا خالتي من ملامح الترك، أوجهي الأبيض الحلو؟!
فابتسمت وقالت: هكذا حسبتك، ما تعودنا نرى أحدا يزوره، لا تؤاخذني.
قلت: حاشاك يا ... وابتلعت المنادى لئلا تبالغ في توقيري فتجعلني جدها، وتذكرت في تلك اللمحة يوم حبسني تخرب دواليب سيارتي في خان بمعرة النعمان، ما عرفوا أني أتيت خصيصى لزيارة قبر أبي العلاء حتى أخذوا يتساءلون: منو أبو العلاء؟ فقال واحد منهم: هذا رجل من عندنا كان مثل الزير وعنتر وأكثر.
وقال آخر: وله شعر كالزناتي، ومعارك تشيب الأطفال. فتجلى لي حينئذ سبب تبرم أبي العلاء، وتركت الخان كئيبا، أوثر عليه قارعة الطريق وعين شمس المعرة التي تشوي العصفور.
وأمس أصابني هكذا في الحازمية، فالمرأة القاعدة ببيت على كتف قبر الشدياق، لا تعرف جارها وتحسبه تركيا. وما انتبهت من غفلتي حتى رأيتها توليني ظهرها، فقلت لها: كلمة واحدة يا عمتي، أمس كانت هذه الأرض بورا! فكيف زرعتم وغرستم حول القبر؟
فقالت: فلانة الحاج اشترت الأرض من المير، الأرض ملكها، أما القبر فلا.
فضحكت وقلت: كنتم اشتريتم القبر أيضا! أين المفتاح؟
अज्ञात पृष्ठ