नवीन और प्राचीन: अध्ययन, आलोचना और विमर्श
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
शैलियों
لقد صدق الحوراني، فما يأخذ الدهر مني مثقال ذرة عزما، ولم ينل الزمان من همتي قدر «حبة الخردل»، وفي من الإيمان بالحياة أكثر من مقدارها؛ ولهذا أحس أنني أستطيع أن أقول للجبل انتقل من ها هنا إلى هنالك فينتقل.
تطلب صورة «معلمك» لترى تلك الكهولة الصالحة، ولا تقول الشيخوخة لئلا ... فإليك أحدث صورة في مكتبه بعاليه، وإليك أيضا صورة أخرى وهي صورة تلك «الدابة» التي تتصورني أركبها منتصبا من فوقها كالرمح، وهي من تحتي تغني الميجانا والعتابا وتدق موسيقى.
لا تسلني أين ذهبت شوارب الزناتي خليفة! فقد سددت بهما منذ زمان فم الدهر ليراني الناس جديدا أو أقل سنين، فأطلب أن يطول الله عمري لأؤدي رسالة ندبت نفسي، أو لا أدري من ندبني إليها، وإنني لأتخيل أنني استأجرت الدنيا من الذي نفسي بيده، فآجرنيها عشرين سنة، وعسى أن نجدد العقد بعد انقضاء مدته، ومن الشروط بيننا وبينه أن يظل «الطابق العالي» عامرا، أبشر بطول سلامة يا مربع، إن لم يجد ما يفسخ الإيجار، وإلا فأقول أنا:
وما مات من عاشت بقاياه مثلنا
شباب تسامى للعلى و«فحول»
لا إخالك ناسيا أيام جبيل، مسقط رأس جدك وجدتك لأمك، وملعب صباك، ولا يوم كنت تجلس قبالتي على مقعد التلمذة، كأنك «الحركة الدائمة» التي اخترعها أبوك وحده، تدندن كالنحلة في القفير، وتحاول نظم الشعر الذي أفلحت فيه، فكنت تلميذا طاهرا كبطرس، وحبيبا كيوحنا.
أي يا بني في الأمس ، وأخي اليوم، نق الكلمة التي تريدها، لا تهب الشيخوخة فتشيخ قبل الأوان، هات أصبعك من وراء البحار والمس فؤادي إن كنت لم تصدقني، وكن مؤمنا لا غير مؤمن، أسمعت يا توما؟
أقرأ السلام عني جميع أخوتك، رسل الأدب العربي المبشرين بعهده الجديد، وليكن شعاركم - وهو كذلك - ما قاله سيد الشعراء: ما جئت لأحل الناموس بل لأكمل.
كملوا رسالة القدماء ولا تنقضوها كلها، ففي ذلك القديم جديد رائع، إن شعر الحياة يبقى جديدا إلى الأبد، وهذا ما يجب أن يعلمه الأدباء وأخص الناشئين منهم، إن أدبنا كبيت قديم راسخ بنيانه، ولكن أبوابه شبابيك، وشبابيكه نوافذ، فعلينا أن نوسعها لتدخله الشمس، ويصح البدن.
الحياة عندنا - عنيت الأدبية ولا يعنيني غيرها - في نشاط، والشباب المثقف يسعى إلى مقعده وسيجلس عليه أو كاد، ويا ويل من لا يماشي الزمان ويظل قاعدا أمام دكانه يكش الذبان عن «الحلاوي» المحمضة.
अज्ञात पृष्ठ