नवीन और प्राचीन: अध्ययन, आलोचना और विमर्श
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
शैलियों
أما كلمة الختام فلا ترعبكم، فليس هناك خطيب آخر، إنها كلمة: شكرا، شرفتم، قوموا إلى المأدبة. (9) الحداد وجبران
الخوري يوسف الحداد هو ابن عمتي، وابن ضيعتي ذات الطريق المشهورة، وهو أيضا أحد شيوخي الذين أخذت عنهم، وكثيرا ما حاولت أن أظهر عبوديتي لهذا الذي علمني حروفا وأمسكت قلمي، خفت أن تتهم حكومتي فيه وأن يقرئني «مادح نفسه» سلاما أنا مستغن عنه.
ظهرت «النجوى» كتاب ابن عمتي الحي بتفكيره وتعبيره، فقرأت أقوال المنصفين ولم أحرك ساكنا كما يقولون، وما لهذا الخوري ذنب إلا أن أباه منذ مائة سنة اختار عمتي من بين الصبايا.
وعام أول، أو هذا العام - لا أذكر - أذاع معهد الحكمة الخطير أسماء الذين حرثوا كرمه، ونسي الحداد مع أنه ذكر الجميع حتى فاعل الساعة الحادية عشرة، فعتبت وجاء العذر مقبولا، فكان العتاب صابون القلوب.
واليوم وقعت عيني على كلمة الأستاذ إلياس أبي شبكة، مقدرا الأستاذ الكبير منوها به بعد ما تناساه كثير ممن أحبهم حبا جما، شاركه فيه الكير والمطرقة والسندان، عدة الحداد.
أرى أن عقل الأستاذ أبي شبكة وقلبه قد اشتركا في المقادرة بين الخوري يوسف الحداد ورجال زمانه، عده الأسبق في الطبقة الأولى من أدباء الجيل السابق، وهذا حق ننفق في سبيل تأييده عن سعة، أما العاطفة ففي قول الأستاذ: «ولا أذكر أنني هففت إلى رجل قطع هذه المرحلة من العمر كما أهف إلى الخوري يوسف الحداد.»
لقد صدق الأستاذ، فكل من عرف شيخنا الجليل يهفو إليه، فتحت جبته السوداء قلب كالذي تمنى داود أن يخلقه الله فيه، ونفس ذكية لا تحتاج إلى الغسل بالثلج، ذهبي الفم على المذبح، كناري الفم في المجالس، وهبه الله إحدى خصال أمه بلغه الله عمرها، فهو يحبو إلى الثمانين ولا يزال كإيوان كسرى الذي يقول فيه البحتري:
وكأن اللقاء أول من أمس
ووشك الفراق أول أمس
فشكرا لأبي شبكة عن سيدي الرائح الجائي كل مساء بين ساعدي شط جونيه اللازوردي كأنه الرمح دارجا، مشغولا في جسده عن متاعب القلم، ولكنه - كما وصفه أبو شبكة - «ما برح أخضر الذوق، طري التفكير، طلي الحديث.»
अज्ञात पृष्ठ