नवीन और प्राचीन: अध्ययन, आलोचना और विमर्श
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
शैलियों
أما زعمه أن جبران هدم بعض الأسس التي قامت عليها اللغة، فوالله لم أدر بعد ما هي، فهل من يدلنا عليها وله أجر وحلوان؟
فإن كانت الأخطاء النحوية والصرفية واللغوية، فلجرير والفرزدق وعمر وبشار وأبي تمام والمتنبي وغيرهم خطيئات، ما زال بنونا يتحملون عقابها كالخطيئة الأصلية، وإن كان يعني الأسلوب أو التعبير، فكتاب الله - القرآن الكريم - نبذ أساليب الناس وتعابيرهم العتيقة الخشنة، حتى قالوا عن الرسول
صلى الله عليه وسلم : إنه ساحر مجنون، وشاعر مفتون، فهل فينا اليوم من يشك في ذوق الله تقدس اسمه؟ كما فعل أبو جهل وأبو لهب؟ أيضير جبران خروجه من صيرة القدماء؟ أما فعل ذلك غيره من مجددي الكتاب في الأمم، هذا هيغو الذي ندرسه في المنهاج، ألم يقل:
J’ai mis un bonnet rouge au vieux dictionnaire.
N’etant que caporal, je L’ai fait colonel.
أما كفانا هذا الجمود أحقابا؟ فقد أساء الناس الظن بالعقلية العربية.
أما قولك إن جبران قد يكون فكر أن يكون نبيا، وما عليه لو فكر؟ ألم يفعل ذلك المتنبي؟ ثم من يقاص الناس بخطيئة الفكر غير الله؟! هذا نيتشه الذي نحا نحوه جبران في نبيه، لم يقل إنه صار إلها إلا ساعة خرف، فأخذ يصافح كل من يعرفه قائلا له: فلنغتبط، إني إله.
أما جبران فلم يخرف ولم يقل شيئا من هذا، وكأني بالدكتور فيليب حتى وقد رأى الناس في حفلة تكريم جبران يسمعون كلمته واقفين، خاف عليه من هذا التعظيم الفائق فقال له ما قال في تلك الساعة، فمثل دور «اليوناني» الذي كان يهمس في أذن البطل ساعة تأليهه قائلا له: لا تنس أنك إنسان.
أما الكنيسة التي تليت فيها كتب جبران كالكتب المقدسة، فهاتيك مرسح لا كنيسة، أيصدق الشيخ، جزاه الله صالحة، قول نعيمة عن بيع جبران جسده بالمال، ولا يصدقه حين تكلم عن هذه الكنيسة المجنونة؟
ثم قال: «وبعد ذلك يقوم صديقنا مارون عبود - أذكر جيدا أني قمت ولم أتكلم قاعدا - فيعجب كيف لم يدخل اسم جبران في منهاج الأدب العربي في البكالوريا اللبنانية، وأدخل فيه اسم المنفلوطي، وحقنا نحن أن نعجب من هذا»، وبعد أن يبين أن لا شبه بين المنفلوطي وجبران قال: «ألا يعلم الصديق أن مناهج الأدب توضع لبيان تطور الآداب في سيرها نحو الكمال؟»
अज्ञात पृष्ठ