नवीन और प्राचीन: अध्ययन, आलोचना और विमर्श
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
शैलियों
ومع كل ما تحلت به البرازيل المصورة من ركاكة، أقول إنني قرأت تقريظا لها في الأندلس الجديدة والعصبة وأبي الهول.
صار الكلام في شعرنا البلدي - شعر المناسبات - ضربا من العبث، كان في نيتي أن أحدثك باختصار عما قيل في مأتم المتنبي بدمشق، فوجدت القصائد متقاربة، فقس على ما قيل وما لم يقل، واعذرنا فقد تناولنا المتنبي وحفلاته العديدة أكثر من مرة، فالحمد لله على سلامة لحيته من النتف مرة ثانية، ولكننا لن نعفي أحدهم حين تصل إلينا قصيدته الثانية، التي هجا بها أمة علمته «مدرستها الجديدة» أدبه الذي يعتز به ويحمد عليه، أما الآن فإني محدثك عن «أندلسنا الجديدة» عن أدبنا في البرازيل.
فليلة سفرتي البلعامية حمل إلي صاحب البريد مجلة «الأندلس الجديدة»، وما بلغت عاليه مطحطحا حتى وردت علي مجلة «العصبة» وجريدة «أبو الهول» فتعزيت، وهكذا أورق خريفي كما قلت لك، ثم بعد أيام فرحني كتاب «عابرة سبيل» الصادر عن بروكلين، فأنساني بعض أوجاعي.
الأندلس الجديدة مجلة مجلوة كالعروس ليلة زفافها، حسن نفسي في جمال جسدي، فلو رأتها ولادة لضاحكت بين جداولها حبيبها «المسدس» وتذاكرا معا شعرها الرائق مبنى ومعنى، شعر تنزه أكثره عن البضاعة الرائجة في «بندرنا»، ذاك الشعر الذي يصبحني كل يوم صباح أحلت أي أحلت.
إن أثواب هذه العرائس «الأندلس الجديدة، العصبة، أبو الهول» تعبق بعطر لبنان، أما قلبها فينبض بحب العرب، ولا غرابة في هذا الأمر فاللغة العربية ربيبة لبنان في هذا الدهر، رافقتهم في رحلاتهم البعيدة فأروها محاسن الدنيا أجمع، وأروا العالم جمالها الفتان، كانت ربابهم فأسمعوا الدنيا أعذب الألحان وأشجى الترانيم ، لا ينخفض لهم صوت حتى تليه نبرات، فما كادت تهمد مدرسة جبران الخالدة حتى طار قبس منها إلى البرازيل فاضطرم واتقد، والعدد الذي أحدثك عنه من الأندلس الجديدة هو عدد تموز الممتاز، مهدى «إلى روح جبران الخالد» سيد أدباء جيله - الجيل بمعناها الأصلي - وإمام المجددين في هذا العصر، وإليك عبارة صاحب الأندلس الجديدة الشاعر شكر الله الجر، وهي مكتوبة تحت صورة جبران:
أجل - إلى روح جبران الحبيب - نقدم هذا العدد، وهو كل ما نستطيعه من تكريم ذكراه بمناسبة الحفلات التي يقيمها أدباء الأميركان؛ لمرور أربع سنوات على انتقاله إلى دار الخلود.
فإليك يا جبران الحبيب هذه الأضمومة العاطرة من أزاهر حبنا، تقديرا لآلامك المريرة وجهودك القاصمة في سبيل تحريرنا من قيود الجهل والتقاليد، والنهوض بنا من مهاوي الظلمة إلى مشارف النور، إليك أيتها المسرجة التي ستتحول مع تحولنا - قلت ولا شك - إلى منارة وهاجة تنير شواطئ أفكارنا وأحلامنا، فنهتدي إلى حقيقة كياننا الضائع في كياننا.
سلم فمك يا شكر الله، امض في سبيلك فالحق معك، لا أقول شيئا في «غمائك» المطرزة بألوان المغيب الذي أتمتع به في عاليه كل مساء، بل أرجئ كلمتي إلى يوم تظهر في أفق الأدب، وإذ ذاك نقابل طلتها بما يستحق، لا تتوقع مني ثناء صرفا، فبوس الأيادي ضحك على اللحى.
صدر الشاعر شكر الله الجر مجلته المومأ إليها بمقاطع من مواكب جبران عنونها «معجزات جبران»، كما فعل من قبل الصديق الأعز الشيخ فؤاد حبيش في المكشوف يوم نشر ردا علي، قلت هذا استطرادا إلى محو ما علق بالأذهان من زعم السيد عباس محمود العقاد يوم نقد «المواكب» حين ظهر، قال في «الفصول» (ص46): «وقد فتحنا الكتاب - أي المواكب - فوجدنا في أول شطرة من أول بيت خطأ من هذا القبيل في قوله:
الخير في الناس مصنوع إذا جبروا ... ... ... ...
अज्ञात पृष्ठ