नवीन और प्राचीन: अध्ययन, आलोचना और विमर्श
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
शैलियों
خلود، نعم، قال جبران: يقولون لن تعرف قدرك حتى تموت ، لقد أصابوا، فمن يا ترى يعرف طبيعة البذور التي تطرح في الأرض قبل أن تنبت؟
هذي غير تلك يا جبران، وأنا لست على رأيك في هذا القول، لا أريد أن أموت ليعرف الناس قدري ، فيوم حلو جميل، وأمسية أو عشية نتمتع بها بمثل هذا الاجتماع بكم يا سادة، يسوى ألف خلود أدبي بعد الموت، وما هذه الآمال والأماني إلا تعلة البائسين، وجلهم من الأدباء.
هذه علكة كالتي يلهون بها الأولاد عن أكل لباب اللوز حين يستأجرونهم لتكسيره، ما لنا ولهذا الخلود الكاذب، أنعيش فقراء منكوبين بجيوبنا؟ أينعم بخيرات الأرض لننعم نحن فيما بعد بحفلة تكريم؟ أليس كل راحل عظيما؟ أليس كل ميت عبقريا؟
أنا لا أقول ما قاله الحجاج: والله ما أحب أن ما مضى من الدنيا لي بعمامتي هذه، يظهر أن عمامته تلك كانت أرث وأعتق من عمامة نقولا الترك التي سأل الأمير بشيرا أن يعتقها مع ذلك الشروال.
وبعد فلنفرض أن أديبا عظيما مات، فمن يشعر بموت هذا الأديب غير المصابين مثله بداء الكلام؟ يموت رجل وارم الكيس، منتفخ الصندوق، فتهتز الأرض بالطول والعرض، حكومة وشعبا، ويموت الأديب الألمعي فلا يشيعه غير جيرانه وإخوانه.
وبعد هذا، ماذا؟ اسمعوا، علينا أن نقيم لنوابغنا آثارا مشهودة لنحث شبابنا على اقتفاء آثارهم، فقد كادت لحية لبنان أن تنصل، علينا أن نعزز الأديب حيا ليقتدي به النشء ويكون للوطن غيره، وإلا انقطع النسل الأدبي، فهذا الأديب العظيم الذي اجتمعنا لإحياء ذكراه الليلة، أتعرفون ماذا حل به قبل لفظ روحه؟ لقد مات معوزا وكفى، وما يوم حليمة بسر، فلننتقل إلى أدبه.
قرأت بعد موته صفحة من إنشائه فكدت أنكرها لو لم يثبت لي ذلك خطه، تسمعون، ولا شك بالعملية القيصرية، هكذا كان عمر يضع مواليده، اثنان كانا مقلين مجيدين: جبران وعمر، وكلاهما كان صائغا متأنقا، وقد عرفت ذلك أثناء اطلاعي على مخلفاتهما التي لم تبع كمخلفات الجيش.
كان عمر صريحا لا يواري ولا يوارب، وحسبك منه قوله: «فإذا بما يفيض من عبقرية جبران يروي بطاح المستقبل، بينما عبقرية شوقي مسفوحة على هضاب الماضي، وشوقي من الشرق وجبران من الغرب، فلا يلتقيان إلى يوم القيامة، ويغلب على الظن أن الشرق سيظل كامرأة لوط، في موكب الزمان، ناظرا إلى ورائه فيمسخه الله صنما من ملح؛ أي من دموع جوامد، على حد قول أندره جيد الذي يزعم أن لوط ضاجع ابنتيه في إحدى منعطفات التاريخ، وهو ناظر إلى المستقبل.»
أجل، كان لعمر فصول ولكنها روائع حقا؛ لأنها ملك صاحبها وعليها ماركته المسجلة.
أما وقد انتهيت من عمر، فلا بد من كلمة دعت إليها الحال، أما حان للأدباء أن يدعوا الشكوى؟ فأصحاب أرميا كفوا البكاء.
अज्ञात पृष्ठ