जॉन लॉक: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
جون لوك: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
تستعرض الأجزاء الثلاثة المتبقية من «مقال في الفهم البشري» نظرية لوك الحاسمة حول السبيل الذي يسلكه الإنسان للمعرفة، وسبيله إلى تكوين معتقدات يرى أن من العقلاني الإيمان بها. يتناول أول هذه الأجزاء تفسير لوك لطبيعة الأفكار بوصفها الموضوعات المباشرة الوحيدة للفكر البشري؛ ومن ثم الموضوعات الوحيدة التي يكون لدى الإنسان معرفة «متعمقة» بها (ما كان يقصده لوك ببساطة بكلمة «فكرة» هو «أي موضوع - أيا ما كان - يستحوذ على فهم الإنسان وتفكيره»)؛ ويدور ثاني تلك الأجزاء حول طبيعة الكلمات، واللغة بوجه عام؛ بينما يلخص الجزء الثالث نتائج الجزأين الأولين في نقاش جريء حول طبيعة المعرفة البشرية. المعرفة نفسها هي نوع من الإدراك؛ إدراك «ترابط أي من أفكارنا وتوافقها، أو اختلافها وتعارضها»؛ فما يدركه الإنسان - بل حتى ما يفكر فيه - مباشرة، يكون دائما عبارة عن أفكار بعينها موجودة في ذهنه. وأي استنتاجات عامة حقيقية يتوصل إليها الإنسان لا تصح إلا بقدر ما تتفق معها علاقات أخرى بعينها في الطبيعة، أو في فكر أناس آخرين. والأفكار نفسها تكون جميعها إما بسيطة وإما معقدة؛ فإذا كانت بسيطة، فإنها تكون مستمدة مباشرة من الحواس، بوصفها مداخل المعرفة؛ أما إذا كانت معقدة، فإنها تتشكل من خلال الجمع العقلي الطوعي للأفكار البسيطة. تنشأ كل المعرفة البشرية وتستمد في نهاية المطاف من التجربة، إما من خلال ملاحظة الأشياء المحسوسة في العالم، أو عن طريق إعمال الإنسان لعقله وتمحيصه للأفكار التي تجول فيه. يستطيع الإنسان أن يفكر ويعرف ويحكم بنفسه، ولا بد أن يفعل ذلك بما أنه لا يستطيع في نهاية المطاف أن يضع ثقته في آخرين ليتولوا هذا الأمر عنه. عقول الأطفال عند الميلاد تشبه الورقة البيضاء، ومع أنهم في البداية يتأثرون بوضوح بالتأثير الفطري تماما لأفكار بعينها من خلال الحواس، فإنهم سرعان ما يشوهون أيضا بتعاليم الكبار الخرافية وغير المنطقية في أغلب الأحوال، وحالما تتشوه عقولهم على هذا النحو، حيث يفوق العرف في قوته قوة الطبيعة، فلا سبيل إلى إصلاح هذا التشوه إلا عن طريق الجهد المتواصل الذي يستحثه الحب المتأصل لدى الإنسان لمعرفة الحقيقة.
والكلمات التي يعبر بها الإنسان عن أفكاره هي إحدى الطرق الرئيسية التي يتعرض من خلالها لهذا التشويه. وحسبما يقر لوك نفسه، ورد النقاش المنهجي لمسألة اللغة كفكرة متأخرة في الجزء الثالث، لكن لم يساوره أدنى شك فيما يمثله هذا النقاش من أهمية عملية؛ إذ إن «الجزء الأكبر من الأسئلة والمسائل الخلافية التي تحير البشرية معلق بالاستخدام المبهم والملتبس للكلمات»، وبما أن معظم الأفراد يصوغون أفكارهم في أغلب الأحيان في شكل كلمات، وبما أن الحقائق العامة غالبا ما يعبر عنها بالكلمات، فمن الممكن أن يؤدي الالتباس أو الغموض غير اللازم في استخدام تلك الكلمات إلى حدوث ضرر هائل. ولأن الكلمات «تقحم نفسها بقوة بين المفاهيم التي لدينا وبين الحقيقة»، فإن غموضها والتباسها يمكن أن «أن يلقي غشاوة أمام أعيننا»، وهذا التأثير يكون مأسويا بوجه خاص في القانون واللاهوت والنقاش الأخلاقي (مقال في الفهم البشري).
إن هذا الإصرار على أهمية الوضوح اللفظي، والتأكيد الذي يضعه لوك على الدور المهيمن للحواس في تزويد الإنسان بمعرفة الطبيعة، ومفهومه عن عقل الرضيع بوصفه ورقة بيضاء تكتب فيها الخبرات؛ ربما يكون على الأرجح أكثر الموضوعات التي تناولها لوك في «مقال في الفهم البشري» تفاؤلا. لا يزال الموضوعان الأولان يلقيان بعض الاستحسان في الفلسفة الحديثة؛ وكان لهذه الموضوعات الثلاثة دور مهم في بلورة صورة لوك بوصفه من قدم الأساس الفلسفي لروح التفاؤل التي سادت عصر التنوير. وعلى النقيض من ذلك، فإن تأكيده على قوة العرف، وعلى العمليات المنمقة والخادعة التي يصوغ بها الأفراد معتقداتهم ويعدلونها ويحمونها، وطبيعة الرغبات الدنيوية التي لا عظة فيها ولا عبرة لدى معظم الأفراد، يوحي على نحو قاطع باستنتاجات أكثر تشاؤما؛ وبالطبع لا يشجع هذا التأكيد مطلقا على آمال عصر التنوير الأكثر تطرفا المتعلقة بإصلاح الطبيعة البشرية ككل من خلال السيطرة السياسية على البيئة التي ينشأ فيها الأفراد. ويمثل هذا الأمر أهمية خاصة؛ نظرا للعلاقات الوثيقة التي ارتآها لوك نفسه بين الأسباب التي تدعو الأفراد إلى الثقة في حواسهم من جانب، وقوة رغباتهم الدنيوية من جانب آخر. وكان الملاذ الأخير أمام لوك أنه رفض الشكوك الارتيابية حول ما إذا كانت حواسنا تمدنا حقا بأي معرفة على الإطلاق، واستند في ذلك إلى سببين مختلفين للغاية. ويمكن استعراض مفهومه حول كيفية قيام الحواس بهذا الدور بإيجاز، لكن لا بد أولا من شرح الأسباب التي جعلته يرفض مذهب الشك.
أحد هذه الأسباب - الذي هو انعكاس لتأثير ديكارت الجزئي - بسيط وديني ومن المستبعد أن يستهوي الجمهور العلماني؛ ألا وهو أن الخالق بفضل صنيعه ما كان ليهب الإنسان حواس تضلله بطريقة ممنهجة («مقال في الفهم البشري»، «استعراض رأي بي مالبرانش في رؤية كل الأشياء في أعمال الله»، الطبعة السابعة). أما السبب الثاني، فإنه أكثر تعقيدا للغاية ولا يقتضي التدين على الإطلاق؛ فالأدلة التي تأتينا من كل حاسة لا تؤكد حقيقتها وثبوتها عبر الزمن فحسب، وإنما تؤكد أيضا حقيقة الحواس الأخرى وثبوتها، والثقة في الحواس أمر لا غنى عنه للحياة العملية، ويرتبط ارتباطا مباشرا بمثيرات اللذة والألم القوية للغاية - «المحاور التي ترتكز عليها عواطفنا» (مقال في الفهم البشري) - حتى إن لوك لا يستطيع أن يصدق أن أي إنسان يمكن أن يرتاب عن جد في صحة التجربة الحسية، فضلا عن أن يحيا كما لو كان قد افترض أنها وهمية. وأيا كانت قوة الحجج التي تدعم الشك الارتيابي، فلا يمكن له إلا أن يكون شكا عديم الأهمية؛ لأن الحواس تلعب دورا محوريا في طريقة تكيف الإنسان مع الطبيعة وسيطرته عليها. ونظرا للمفهوم الواضح الذي اعتنقه لوك فيما يتعلق بمقتضيات الفضيلة (رسالة في التسامح) وإغراءات الرذيلة، ونظرا لأن الإيمان بالله أمر بالغ الضرورة لتعزيز هذا المفهوم ، لم يستخلص لوك نفسه أية نتائج قوية من هذه العلاقة القائمة بين الحواس والرغبات؛ فمن وجهة نظره، التي تتفق مع وجهة نظر نيتشه الذي جاء بعده بقرنين تقريبا، لو انتفى وجود الله، فإن الإنسان «ما كان ليكون لديه قانون سوى إرادته، ولا غاية سوى نفسه، ولصار إله نفسه، ولأصبح إرضاء رغبته هو المقياس والغاية الوحيدة لكل أفعاله» (الفكر السياسي لجون لوك)؛ ومن ثم كان سيصبح الاختيار الأساسي المتاح للإنسان هو أن يختار نوع المخلوق الذي يريد أن يكونه. لكن من وجهة نظر أولئك الذين كانت مخيلاتهم أقل تقيدا بالفضيلة والعفة ومتطلباتهما القمعية (أمثال جيرمي بنثام)، كانت هذه العلاقات المتعددة بين الحواس والرغبات توحي بنمط حياة أكثر راحة وأكثر تعلقا بالنواحي الدنيوية. لم يكن لوك نفسه نفعيا إلا في نظر من أتوا بعده، لكن من السهل أن نرى كيف تمكن الفلاسفة وأصحاب الرأي الأقل تدينا من أن يؤسسوا مذهبا نفعيا دنيويا خالصا على مفهومه عن الفهم البشري. وأيا كان رأي لوك الفلسفي عن كيف يتسنى أن يكون لدى الأفراد الذين فقدوا إيمانهم بالله سبب وجيه للحياة، فمن السهل أيضا أن نرى كيف كان لوك في ظل هذه الظروف سيتوقع منهم عمليا أن يختاروا الحياة. وبالنظر إلى تاريخ الاعتقاد الديني في أوروبا الغربية منذ وفاته، من الصعب أن نتصور أن تاريخ الاعتقاد والحس الأخلاقي المقابل قد أتى إليه بمحض المصادفة.
أنواع المعرفة
يعبر لوك في «رسالة إلى القارئ»، التي يستهل بها «مقال في الفهم البشري»، عن التطلع إلى خدمة رواد العلوم الطبيعية ومؤسسيها في القرن السابع عشر - بويل وهويجنز ونيوتن - بوصفه مجرد مساعد بسيط «يزيل بعضا من المعوقات التي تعترض طريق المعرفة» (مقال في الفهم البشري). ويمكن إزالة تلك المعوقات بطريقتين رئيسيتين؛ إحداهما سلبية والأخرى إيجابية. فيما يختص بفهم الطبيعة، لا بد من كبح القوى الإبداعية للعقل على نحو صارم، والوثوق في أقل شهادة تصورية للحواس؛ فلا يمكن للإنسان أن يأمل في فهم آليات الطبيعة بذلك الوضوح الذي يفهم به علم الجبر على سبيل المثال، لكن بفهم الإنسان لآلية عقله عند اكتساب المعرفة، من خلال الملاحظة المتأنية للطبيعة والتعبير الدقيق عن نتائج هذه الملاحظات، في مقدوره أن يأمل في توسيع نطاق فهمه على نحو هائل. يميل عقل الإنسان بطبيعته إلى المعرفة، وأحد الأسباب التي تجعل الشك الشمولي ضربا من الحمق أن التباين الذي يستدعيه بين الحقيقة والوهم يعتمد على القدرة على التمييز التي ينكرها؛ «لا يمكننا القيام بأي فعل إلا عن طريق ملكاتنا وقدراتنا، كما لا يمكننا أن نتحدث عن المعرفة نفسها إلا بمساعدة تلك الملكات المؤهلة لفهم ماهية المعرفة نفسها» (مقال في الفهم البشري).
يتمتع الإنسان بثلاثة أنواع رئيسية من المعرفة: المعرفة الحدسية، والمعرفة البرهانية، والمعرفة الحسية (وضع الذاكرة في المعرفة غير واضح بعض الشيء). المعرفة الحدسية هي أكثر أنواع المعرفة التي نحن على يقين بوجودها؛ لأنها أقلها من حيث إمكانية تجنبها؛ فمعرفة الله معرفة حدسية، فهو يرى كل شيء في ساعته وتوه؛ ومن ثم لا حاجة له إلى العقل («استعراض رأي بي مالبرانش في رؤية كل الأشياء في أعمال الله»، الطبعة السابعة). إن الحقيقة الأساسية التي يعرفها الإنسان حدسيا هي حقيقة وجوده؛ فلا يمكن أن يشك الإنسان في ذلك. ولا شك أن الدليل السليم يعتمد على المعرفة بقدر ما يعتمد على الحدس، لكن بما أنه ينطوي حتما على علاقات بين عدة أفكار مختلفة، فإنه «مؤلم، وغير مؤكد، ومحدود» («استعراض رأي بي مالبرانش في رؤية كل الأشياء في أعمال الله»، الطبعة السابعة) بالمقارنة مع الحدس؛ ويمكن أن يكون الإنسان - وغالبا ما يكون - مخطئا في افتراض أنه توصل إلى هذا الدليل. أما المعرفة الرياضية فهي معرفة برهانية، لكن أهم حقيقة يمكن للإنسان أن يعرفها على نحو برهاني هي وجود الله. وأخيرا المعرفة الحسية، وتنشأ من خلال التأثير الذي تمارسه العناصر الموجودة في العالم على حواس الإنسان (مقال في الفهم البشري)، ولا نعرف بالضبط كيف تنشأ تلك المعرفة («استعراض رأي بي مالبرانش في رؤية كل الأشياء في أعمال الله »، الطبعة السابعة)، لكن الجهل بمنشئها لا يجعلنا أقل يقينا بها (مقال في الفهم البشري)؛ فعندما نرى ورقة بيضاء أثناء الكتابة عليها، لا يمكننا الارتياب في اللون الذي نراه أو الوجود الحقيقي للورقة، تماما مثلما لا يمكننا الارتياب في فعل الكتابة نفسه أو حركة اليد القائمة بفعل الكتابة؛ «إنه أقصى يقين تسمح به طبيعتنا البشرية - فيما يتعلق بوجود أي شيء - بعد يقيننا بوجودنا نحن وبوجود الله.» وتستحق المعرفة الحسية عن جدارة أن توصف بكونها معرفة؛ فنطاقها يتسع «بالقدر الذي تستخدم به شهادة حواسنا الحاضرة في إدراك موضوعات معينة، تؤثر فيها بعد ذلك، وليس لأبعد من هذا»، مع الاستثناء الأساسي بأن ذاكرتنا - عندما تكون دقيقة - تمنحنا معرفة بالوجود السالف لبعض الموضوعات التي أكدتها لنا حواسنا من قبل (مقال في الفهم البشري).
الذاكرة مكمل مهم للمعرفة البرهانية وكذلك للمعرفة الحسية، ومن دونها لم تكن لتعرف أية حقائق عامة في مجال الرياضيات، ولم نكن لنتمكن من الوصول حتى إلى المعرفة «المعتادة» لصحة أي براهين كنا قد أكملناها في الماضي، ما لم نكن نعرف في الحاضر كيف نكررها؛ ولم يكن ليقال عن نيوتن - على سبيل المثال - إنه كان على دراية بما برهنه في كتابه «الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية»، إلا عندما صاغ سلسلة الاستدلالات العقلية الكاملة الخاصة به «بمنظور واقعي» (مقال في الفهم البشري).
شكل : لوك بوصفه عدوا لدودا لما بعد الحداثة: القناعة بأن الحقيقة هي عكس الزيف، وأنه يمكن العثور عليها، وأنها تستحق أن يسعى في طلبها.
تعرض هذا المفهوم الخاص بالمعرفة للنقد من زوايا عدة، وربما كان من الممكن أن يقبل نفر قليل من الفلاسفة المحدثين الدليل العملي الذي أقامه لوك على وجود الله، لكن الهجوم الأهم والأوسع انتشارا على الإطلاق سدد إلى تحليله للمعرفة الحسية؛ فقد شككت مجموعة متعاقبة من النقاد البارعين ذوي الآراء المتباينة للغاية - بدءا من بيركلي وتوماس ريد وكانط، ووصولا إلى وقتنا الحالي - في توافق المكونين الرئيسيين لوجهة نظره تلك؛ وهما: أن الحواس تتيح للإنسان معرفة العالم الخارجي، وأن كل أنواع المعرفة تتضمن إدراكا عقليا للأفكار. في الواقع، مذهب لوك هو مذهب معقد ودقيق، وكثير من الاعتراضات التي وجهت إليه باءت قطعا بالفشل؛ فقد كان يرى بالفعل أن تلك الأفكار البسيطة عن العناصر الطبيعية تتطابق إلى حد كبير مع الشكل الذي عليه تلك العناصر الطبيعية بالفعل؛ أي إنها تمنح الإنسان معرفة بخصائصها وصفاتها، وبذلك تختلف تلك الأفكار اختلافا جذريا عن المفاهيم الأخلاقية - على سبيل المثال - التي لا تتضمن محاولة لمطابقتها مع «نموذج أصلي» موجود خارج عقل الإنسان. ومما لا شك فيه أيضا أنه كان يعتنق نظرية سببية في جوهرها حول الإدراك الحسي، مفادها أن الحواس تتيح لنا معرفة الطبيعة عن طريق خصائص الأشياء المسببة للأفكار في عقولنا. كما يتصور بوضوح الآليات السببية التي هي موضع خلاف شديد للغاية فيما يتعلق بالمفهوم العلمي للمادة والحركة في القرن السابع عشر (استعراض رأي بي مالبرانش في رؤية كل الأشياء في أعمال الله، الطبعة السابعة): من الواضح أن «الحركة تستنزف في إنتاج تلك الأفكار، ومن المفترض أن الحركة بهذا التعديل الذي يطرأ عليها هي السبب في تولد تلك الأفكار لدينا.» بيد أنه لم يفترض لبرهة واحدة أن الإنسان في عصره كان لديه أي فهم واضح بشأن الآلية الفعلية لهذه السببية، وشكك بوضوح في أن تكون الحواس حادة وواضحة بالدرجة التي تهيئ الإنسان لفهمها، حتى ولو على نحو مبدئي. لكن، على الرغم من أن نظريته بذلك كانت أكثر تفصيلا وتشككا مما عرف عنها أحيانا، فإنه كان يشوبها الكثير من نقاط الضعف المهمة، ومن المنطقي التأكيد على أن المعرفة الكاملة تنطوي على فعل عقلي وجانب ما من الوعي. ولا يزال من الآراء المنطقية، فيما يتعلق بالعالم الخارجي على الأقل، أنه «بما أن الموضوعات، التي يتأملها العقل، لا يكون أي منها - إلى جانب العقل نفسه - حاضرا جاهزا للفهم، فمن الضروري أن موضوعا آخر - كعلامة دالة على الموضوع الذي يتأمله العقل أو تمثيل له - يكون حاضرا جاهزا للفهم؛ وتلك هي الأفكار» (استعراض رأي بي مالبرانش في رؤية كل الأشياء في أعمال الله ، الطبعة السابعة). ومع ذلك، فإن الرأي القائل بأن قدرة الإنسان على المعرفة يمكن تفسيرها في مجملها تفسيرا وافيا بأنها اكتساب أفكار بسيطة يدركها الإنسان عن طريق الحواس، أو يحصل عليها من خلال التأمل؛ يظل غير مقنع.
अज्ञात पृष्ठ