أنا :
ماذا رأيت هناك؟ تكلم!
المعاز :
آه! مشهدا رهيبا لم يخلق إلا لأعين الملائكة فقط!
أنا :
لا تفتح أمامي نصف قلبك وتدع النصف الآخر مغلقا أيها المعاز، فأنا من المؤمنين بالله، وكنت صديق ذلك المسكين.
المعاز :
إذن فأنت تريد أن أقص على مسمعك ما رأيت؟ يعلم الله إذا كنت صادقا في ما أقول أم كاذبا، كيف أبدأ؟! صعدت ذات يوم إلى القبور الثلاثة وسجدت أمامها مصليا ثم قبلت الحجارة الملقاة عليها، وبعد هذا اتجهت إلى ضفة البحيرة وجلست أفكر تاركا عيني التائهتين تطوفان على تلك المرآة الصقيلة، وكانت المياه راقدة رقادها الهادئ، وقد انعكست عليها قمم الجليد مع الثلوج البيضاء، والكهف مع قبوره الثلاثة، والأدواح المرتفعة مع أغصانها الساكنة، وفجأة رأيت المياه الساجية تستنير بشعاع غريب وتراءى لي كما يتراءى في الحلم وجهان بارزان من السماء اللامعة، وما لبثا أن هبطا على قمم الجليد متكاتفين متعانقين ثم حاولا أن يدخلا باب الكهف كطائرين يضيء في جناحيهما نور إلهي، فجمد الدم في عروقي وجحظت مقلتاي، ذلك لأني عرفت الوجهين يا سيدي!
أنا :
ومن كانا؟
अज्ञात पृष्ठ