जिनुसाइड: भूमि, जाति, और इतिहास

फाहमी सईद शायखू d. 1450 AH
91

जिनुसाइड: भूमि, जाति, और इतिहास

جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ

शैलियों

قاطعه أرتين قائلا: أصبت، وهذا ما نوه إليه مانوكيان، قال يجب أن نستغل فترة التغاضي عن الثوار بانشغالهم في توطيد أركان الحكم، ونعمل على زيادة تهريب الأسلحة نحو وان والقرى الأرمنية، فلا يمكن تخمين ما تئول إليه الأمور في البلاد، السلطان حي ومؤيدوه من المسئولين والضباط في الجيش ينتهزون الفرصة لزعزعة الأوضاع وإشاعة الفوضى في البلاد لكي يثور الشعب على حزب الاتحاد والترقي ويعيدوا السلطان من المنفى إلى سدة الحكم من جديد.

عندما سمع غريغور بإمكانية عودة السلطان رفع رأسه عن الصحن، كانت حبات الأرز عالقة على شاربيه وقطرات من مرق اللحم تطفو على لحيته، تجهم وجهه وكأن الكلام انتزع لذة الطعام لديه فانتصب واقفا وقال: إن عاد السلطان من جديد إلى الحكم فسيكون أشد بطشا من ذي قبل، وسيكسب تأييدا منقطع النظير، ويكسر شوكة معارضيه ويستأصل شأفتهم إلى الأبد.

رد عليه بانوس: أرى أن الخوف من السلطان المخلوع قد تمكن منك أيها البطل المقدام!

أطلق أرتين قهقهة امتقع وجه غريغور بسببها، وعلم أن بانوس يريد أن يستفز غريغور المجنون، فهو يتقبل أبشع الأوصاف إلا أن يتهم بالخوف أو أن يتم وصفه بالجبان، ولولا وجود باتيل وخجله منها لانقض على بانوس وأشبعه ضربا، لم يتمالك نفسه فرد عليه وقد اكفهر وجهه من الحنق: الخوف يعرف أهله يا بانوس الشجاع! وثورة وان الأخيرة خير دليل على ذلك، وهي شاهدة على من كان في الصفوف الأمامية يقاتل العدو ويقتل العديد من الجنود والفرسان الحميدية ومن أصيب من أول لحظة وبقي بالصفوف الخلفية طيلة أيام الثورة؟ إن وصفك هذا مجرد خرقة كانت بالية عليك فرميتها بي، وأحذرك من أن تعيدها، أحذرك!

كان غريغور يحرك سبابته متوعدا وهو يغادر المائدة، وبانوس يحرك رأسه هازئا وعلى وجهه ابتسامة مستفزة ويرد عليه: افعل ما بوسعك.

كان بانوس يدرك أن وعيد غريغور مجرد كلام؛ فهو طيب القلب يهدد ويتوعد في كل مرة ولا شيء وراء ذلك، كما أنه لا يريد أن تظن باتيل بأن زوجها محق بما وصفه، إنه شعور قابع في مخيلة جميع الرجال، لا يجب الظهور أمام النساء بما يعيب رجولتهم وينتقص منها، لربما يظهر الرجل ضعفه بين أقرانه، يتعرض للإهانة ولا ينتفض، يهزم ويستسلم بسهولة، إلا أن حضور امرأة واحدة يكفي بأن يظهر القوة مهما شعر بالضعف وينتفض ولا يستسلم لآخر نفس.

الفصل الثاني والثلاثون

القدس - فلسطين 1946م

في باحة الدار جلس حسن على كرسي خشبي واضعا قدميه إلى الكعبين في ماء النافورة البارد، يحركهما ببطء فتظهر موجات صغيرة على الماء، تتراقص الموجات على السطح ثم تختفي شيئا فشيئا، يغرف منه بكفيه مجتمعتان يغسل وجهه ويبرد جسمه من حر ذلك اليوم، سمع أم خالد في الداخل ترد على سكينة التي تتذمر من شدة الحر وتقول لها: «في تموز بتغلي المية في الكوز»، لكن لولا هذا الحر الشديد والشمس القوية لما نضجت الثمار على الأشجار، وما يبس القمح والشعير في سنابلهما، ولما حصد الناس تعبهم ومجهودهم طوال السنة، كلها خير يا بنيتي كلها خير.

فجأة طرق الباب، انبرى حسن من مكانه وهو ينادي «آت آت»، لكن الطارق لم يتوقف وكأن أمرا جللا قد حصل، أسرع حسن خطواته نحو الباب وهو يقول بصوت عال: على رسلك ستكسره هكذا، فتح الباب وإذ بأنوشكا أمامه، صدم للوهلة الأولى، رأى الدموع في عينيها الواسعتين. - ماذا حصل؟ - أبي بين الحياة والموت، الحق به يا حسن. - هيا عودي إلى البيت، وأنا سأجلب الطبيب وألحق بك.

अज्ञात पृष्ठ