जिनुसाइड: भूमि, जाति, और इतिहास
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
शैलियों
عندما انتهت صلاة الجمعة، وبينما كان السلطان يتجه مع حاشيته إلى باحة المسجد نحو العربة، أوقفه شيخ الإسلام جمال الدين أفندي، صافحه بلطف وقبل كتفه ثم جرى بينهما حديث داخل المسجد، مما أخر خروج السلطان إلى العربة، حينها وقبل أن يكملا حديثهما انفجرت القنبلة في الباحة على الحراس والمصلين الذين كانوا ينوون مغادرة المسجد ، وأدى الانفجار الذي أحدث فجوة كبيرة في مكانه وقذف الزجاج في جميع الأنحاء، إلى مقتل ثلاثة من العساكر وأربعة صحفيين وثلاثين شخصا من العامة، وجرح 58 شخصا نتيجة لتطاير عظام الخيول في الهواء. عند حدوث الانفجار هاجت الناس وماجت في ميدان تقسيم. نظر أرتين تجاه غريغور وقد أدخل يده في حقيبته يريد إخراج القنبلة أومأ إليه أرتين برأسه لينتظر قليلا؛ لأن الخطة تقتضي وصول الأرمني الذي سيجلب لهم الخبر اليقين بمقتل السلطان، كان الناس يركضون صوب مكان الحادث، حاول غريغور تفجير قنبلته. - ماذا تنتظر يا أرتين، لقد قتل هيا نكمل العملية. - توقف يا غريغور، يجب أن نلتزم بالخطة وننتظر الخبر اليقين، فإن لم يقتل سيكون مصيرنا الاعتقال، ومن بعدها الإعدام شنقا في هذه الساحة، اصبر قليلا، إن قتل فسينشغلون بالانقلابيين، وإن لم يقتل فسينشغلون بالمنفذين.
بعدها وصل الخبر اليقين من صاحب المهمة بأن العملية فشلت. - ارحلوا من المكان بسرعة، وتخلصوا من القنبلة بأية طريقة.
اتجهوا نحو الأزقة الضيقة والمتفرعة في تقسيم، كان التعرف على المكان قبل العملية مفيدا جدا؛ إذ أمكنهم معرفة الأزقة من الوصول سريعا إلى بيت تهلريان.
بعدما علم تهلريان أن العملية فشلت، لم يدعهم يمكثون في البيت، بسبب معرفته بما يحصل في مثل هذه الحوادث لبيوت الأرمن في إسطنبول، من مداهمات وتفتيش واعتقالات وضرب في الشوارع كما حصل بعد حادثة الهجوم على البنك العثماني قبل عدة سنوات، وكذلك عمليات الانتقام التي ينفذها أهالي المقتولين. - أرتين إن فرصتنا الوحيدة بالنجاة هي الخروج من الآستانة الآن ما دامت المدينة تعج بالفوضى وخبر عملية الاغتيال، إن تأخرنا فسيتم إلقاء القبض علينا.
توجهوا سريعا إلى البوابة الجنوبية التي دخلوا منها أول قدومهم إلى المدينة، توقف تهلريان فجأة! - هنالك تشديد كبير على البوابة، مخاطرة كبيرة خروجنا هكذا ونحن أرمن. - ما العمل إذن؟
خطرت فكرة مجنونة في ذهن أرتين، ومن دون أن يشرح لهم، حمل حجرة كبيرة من الأرض وضربها على رأس غريغور من الخلف، فأغمي عليه وسقط أرضا والدماء تسيل من رأسه، بقي بانوس وتهلريان مصدومين من فعلته. - ما هذا الذي فعلته بحق السماء؟ - لا مجال لدينا للنقاش هيا نحمله، إلى البوابة، وأنتما ابكيا عليه وقولا لحرس البوابة إنه مات جراء إصابته في تفجير مسجد قصر يلدز، هز تهلريان رأسه وبدا أنه فهم الفكرة، عندما وصلوا البوابة هرع إليهم الحرس مسرعين: ما الذي حصل له أخبرونا هيا! - لقد شج رأسه بانفجار القنبلة في باحة المسجد، ولم نلحق أن نوصله إلى المشفى حتى مات. - وأين تأخذونه؟ يجب أن يدخل المشفى ويتم إعطاؤه بيان وفاة له من الطبيب.
هنا بدأ أرتين يرفع صوته في البكاء عليه: «كيف تركتني وحيدا يا أخي كيف؟» وانقض عليه يحضنه ويزيد من صوت صراخه وبكائه، وتهلريان يحاول إسكاته: «هذا قضاء الله، هذا قضاء الله وقدره»، استرق النظر أرتين في وجه حارس البوابة فوجده متأثرا بما يحصل أمامه، توسل إليه تهلريان: أرجوك يا سيدي، دعنا نوصل الجثة إلى أمه أرجوك، الآن ليس وقت الأوراق والطبيب، ألا ترى الدماء التي عليه؟
نظر الحارس يمينا فرأى إحدى العربات تغادر المدينة. - هييي يا صاحب العربة، احمل هذا الميت ومن معه على عربتك وأوصلهم إلى قريتهم.
شكره تهلريان كثيرا وهم يغادرون البوابة، بعد عبورهم البوابة تنفس الصعداء، وكأن الروح قد عادت إليهم من جديد، تبادلوا الابتسامات فيما بينهم خلسة والمجنون ممدد على أرضية العربة، وعندما ابتعدوا عن المدينة أخبر أرتين صاحب العربة أن قريتهم خلف تلك التلة القريبة، وشكره على إحسانه معهم، لم يهتم صاحب العربة أن هنالك قرية خلف التلة أم لا، توقف مباشرة وكأنه يريد الخلاص منهم بأي وسيلة كانت.
الفصل السادس والعشرون
अज्ञात पृष्ठ