जिनुसाइड: भूमि, जाति, और इतिहास
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
शैलियों
كانت الجرة مليئة بالزبيب والسكاكر والحمص موضوعة عند عتبة الدار، كسرتها باتيل بمعول صغير، ثم وضعت قدمها على العتبة، واعتلت الزغاريد والأهازيج وضرب الطبول وهي تدخل مع بانوس الدار.
الفصل الثالث والعشرون
القدس - فلسطين 1944م
من أقصى الزقاق الضيق ذي الأرضية المرصعة بالحجر الرمادي على شكل مربعات متناسقة تتوسطها ساقية متعرجة تصب مياهها في الهوة المغطاة بالحديد المثقب قرب أرجل حسن، تناهى إلى سمعه أصوات ضحكات وغنج بنات لطالما شعر أنه المقصود بها وأنهن يتحدثن عنه ويضحكن، لكن ما المضحك في الأمر؟! ذلك سؤال لم يجد له جوابا البتة. عندما اقتربن منه تفحص حسن الوجوه فلم يجد بينهن من تهز عرش قلبه رؤيتها، فسرى خوف في جوفه وتسلل أسوار قلبه وانقض عليه شعور بالفقد، خطر على باله ألف سؤال وسؤال عن سر غيابها المفاجئ، مررن من أمامه يرمقنه بأطراف أعينهن وهو كالصنم متجمد في مكانه، أوقعت إحداهن ورقة صغيرة من يدها على غفلة من صديقاتها وغمزت له ثم أكملت طريقها معهن. دبت الروح من جديد في جسد حسن، تحرك نحو الورقة حملها بيد مرتجفة فتحها وقرأ فيها «ابق مكانك لا ترحل»، أعاد القراءة مرة ومرتين وثلاثا لم يفهم شيئا، ما هذا الطلب الغريب؟ تمعن في الخط وتساءل: هل خطها هي أم خط صديقتها، اشتبكت الأمور عليه وتداخلت الأفكار في رأسه، لكنه فهم شيئا واحدا وهو أن يبقى في مكانه.
مرت نصف ساعة تقريبا، وحسن قد تأخر على مدرسته، وظل حائرا بين أن يبقى أو أن يلحق الحصة الأولى، والورقة بيده يقرأ المكتوب فيها رغم حفظه للجملة ثم يضعها في جيبه. فجأة سمع من خلفه صوتا ناعما يتراقص نحو مسامعه، لم يكن غريبا ذلك الصوت بل مألوفا، مألوفا جدا في أذن قلبه المتيم. - حسن! -أنوشكا! هذه أنت، لا أصدق عيني.
احمر وجهه وتضاربت نبضاته وبدأ يرتجف ولا يسيطر على ارتباكه، ابتسمت أنوشكا وقالت: انتظرني غدا في الطرف الآخر من هذا الزقاق في مثل هذا الوقت.
ثم أعطته ابتسامة وتوجهت إلى مدرستها.
لم يصدق حسن ما سمع، ظن أنه في حلم لطالما تمنى أن يتحقق.
ظل طول الطريق يتكلم مع نفسه كالمجانين وهو يمر من زقاق إلى آخر نحو مدرسته، ويقول بصوت مسموع: أنوشكا تريد لقائي؟! لقائي أنا! يا لسعادتك يا حسن! •••
التقيا على الموعد في اليوم التالي، كانت أنوشكا قد ارتدت فستانا أحمر اللون وتحته سروال طويل، وتزينت بحزام قماشي مع صدرية مزركشة ملونة، وعلى رأسها قلنسوة حمراء فيها شراشيب سوداء، تفحص حسن وجهها، ملامحها وملابسها بنظرات بطيئة مسفرا عن ابتسامة تملأ وجهه، وقال في نفسه .. والله لقد وقع في قلبها ما وقع في قلبي حتى فعلت كل ذلك من أجلي وتزينت هكذا للقائي .. غمرت الفرحة أرجاء قلبه ولم يدر ماذا يفعل وهي واقفة أمامه، استمر يتأمل عينيها، شفتيها، وجنتيها الحمراوين، وتذكر قول أبي نواس:
अज्ञात पृष्ठ