जिनुसाइड: भूमि, जाति, और इतिहास
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
शैलियों
عرضا على الرجل الطاعن في السن المساعدة لإيصاله إلى بيته، لكنه رفض وقال: اذهبا وابحثا عنها، ولا تيأسا .
بحثا في الكثير من المعسكرات المحررة ولم يجدا لها أثرا، كانت الماركات التي أعطاها السيد آرنست لمايكل لها الدور الكبير في سرعة تنقلهما من معسكر إلى آخر بتأجير سيارات خاصة لأجل ذلك، أمضيا عدة أيام في التنقل والسؤال هنا وهناك لكن دون جدوى.
أخبرهما أحد المحررين من معتقلات النازية عن حدوث حالات هروب قد حصلت من المعسكرات قبل التحرير، وبهذا لا يمكن إيجاد اسمها في أي معسكر محرر إن استطاعت الهرب، وآخرون أخبروهما أنها لربما قد نقلت إلى المعسكرات التي لم تتحرر بعد في الداخل الألماني. - ماذا ستفعل الآن يا مايكل؟ - لا أعلم، دعني أفكر، لقد تشابكت علي الأمور، وبت لا أستطيع التركيز. - أقترح أن تنتظر تحرير بقية المعسكرات لعلك تجدها. - لكن ماذا لو وجدت اسمها من بين الذين تم تحريرهم ولم أجدها هي؟ - عندها تكون قد خرجت تبحث عنكم كما تفعل أنت. - احتمال وارد جدا .. إذا كان الأمر كذلك فهي لن تفكر في العودة للغيتو للبحث عنا؛ فقد تم نقلنا أنا وديفيد منه قبل الثورة.
عندما ذكر اسم «ديفيد» خطر في ذهنه أنه قال لأمه: تم اعتقال ديفيد في الغيتو ليرحل إلى فلسطين ببرنامج إعادة التوطين. - وماذا تعني بذلك؟ - أخشى أنها بقيت تصدق تلك الإشاعات التي كانت منتشرة في الغيتو بقضية الترحيل إلى فلسطين، ولربما تتوقع أنه تم ترحيلي إليها أنا أيضا. - إذن وجهتها هناك في النهاية إن هربت أو إن تحررت من المعسكرات المتبقية. - هذا الاحتمال المنطقي. - وترحل؟ - لا خيار أمامي.
الفصل الأربعون
مدينة وان - تركيا 1915م
عمت الأفراح مدينة وان كلها، تجمع الأهالي في ساحة السوق ورقصوا وغنوا على أصوات الطبول والمزامير مع الجنود الروس، محتفلين بالنصر العظيم وتحرير المدن الأرمنية من الاحتلال العثماني الذي دام لقرون عديدة، وإقامة دولة أرمينيا من جديد. أقبل غريغور يتمايل في مشيته، ثملا، يحمل كأسه وتتساقط من لحيته قطرات من الشراب الأحمر، يتحدث بكلمات متقطعة غير مفهومة مع أرتين الذي لم يكن قادرا على مشاركتهم تلك الفرحة التي لطالما انتظرها، فرحة النصر وبلوغ الغاية جاءت ناقصة بغياب بانوس، كان يشعر بتأنيب الضمير تجاهه، تمنى لو أنه خرج وحيدا من القرية يومها ولم يصحب معه حتى غريغور، قال في نفسه: كانت فكرتي، وكان من الأجدر بي أن أقوم بها وحدي، آه يا بانوس، لقد تركت في قلبي ندبة لا تندمل إلى الأبد وخلفت وراءك جرحا لا يلتئم وألما لا ينقطع.
بعدها أعلن عن تعيين «مانوكيان» حاكما على وان، وتم إعطاؤه الصلاحيات العامة في حكم المدينة، بالتشاور مع الجنرال «نيكولاف» الذي لاقى ترحيبا كبيرا من الأهالي عندما أعلن عن إقامة حكومة وان الجديدة بقيادة حاكم أرمني.
وقبل سقوط هذه المدن على أيدي الروس بمساعدة الأرمن العثمانيين مع وجود أرمن روسيا، أصدرت الحكومة العثمانية بيانا اتهمت فيه الأرمن في الولايات الستة بعبارة «خونة الأرض والوطن». وفي 24 نيسان 1915 اعتقلت السلطات العثمانية قرابة 250 من مثقفي وأدباء ومفكري الأرمن في الآستانة، وتم قتلهم جميعا بذريعة التعاون مع قوات الحلفاء، وخشية قيامهم بإثارة الأوضاع في المدينة، وكتبت الصحف العثمانية حينها عن خيانة الشعب الأرمني للوطن وتأييدهم للأعداء. «إذا أردت أن تعرف كيف تسير الأمور في الحرب الكبرى فما عليك سوى النظر إلى وجه الأرمني، إن كان شاحبا فاعلم أنها تسير لصالح قوات المركز، وإن كان زاهيا فاعلم أنها تسير لصالح قوات الحلفاء.»
استقرت الأوضاع في وان بعدها، ودبت الحركة في السوق، بغياب التجار الأكراد والأتراك فيه، وانتقلت العوائل التي هدمت بيوتها والعوائل القادمة من القرى التي حرقتها القوات العثمانية إلى الجزء الغربي (حي المسلمين) من مقاطعة غاردن، وسكنوا في البيوت التي لم تتعرض للهدم والحرق في المعارك الأخيرة، وعمد الروس إلى انتزاع السلاح من أيدي المجموعات الأرمنية وضمهم إلى الجيش النظامي، وأبقت السلاح بيد الحكومة فقط بعد محاولات لبعض الثوار في سرقة أثاث بعض بيوت المسلمين أو حرقها، وحصل تبادل إطلاق نار بينهم لمرات عديدة. •••
अज्ञात पृष्ठ