जनरल याकूब
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
शैलियों
30
فقد كان يعقوب صاحب مال؛ لأنه لم ينس أن يجمع لنفسه عندما جمع للفرنسيين. وقلده كليبر قيادة هذا الجيش ملقبا إياه بلقب أغا .
31
وفي عهد قيادة مينو رقي يعقوب جنرالا، ومنح براءة هذا اللقب».
32
وقد وصف الجبرتي هذا الجيش الوطني - نلاحظ أنه أول جيش كون من أبناء البلاد بعد زوال الفراعنة - في كلامه عن حوادث المحرم سنة 1215: «وفيه طلبوا عسكرا من القبط، فجمعوا منهم طايفة، وزيوهم بزيهم، وقيدوا بهم من يعلمهم كيفية حربهم ويدربهم على ذلك. وأرسلوا إلى الصعيد فجمعوا من شبانهم نحو الألفين وأحضروهم إلى مصر وأضافوهم إلى العسكر».
33
ثم قال في كلام عام عن السنة كلها: «ومن حوادث هذه السنة أن يعقوب لما تظاهر مع الفرنساوية وجعلوه ساري عسكر القبط، جمع شبان القبط، وحلق لحاهم (وإن احتفظ هو بلحيته) وزياهم بزي مشابه لعسكر الفرنساوية، مميزين عنهم بقبع يلبسونه على رءوسهم، مشابه لشكل البرنيطة وعليها قطعة فروة سوداء من جلد الغنم في غاية البشاعة على ما يضاف إليها من قبح صورهم وسواد أجسامهم، وزفارة أبدانهم، وصيرهم عسكره وعزوته، وجمعهم من أقصى الصعيد، وهدم الأماكن المجاورة لحارة النصارى التي هو ساكن فيها خلف الجامع الأحمر، وبنى له قلعة وسورها بسور عظيم وأبراج وباب كبير يحيط به بدنات عظام، وكذلك بنى أبراجا في ظاهر الحارة جهة بركة الأزبكية وفي جميع السور المحيط والأبراج طيقان للمدافع وبنادق الرصاص على هيية سور مصر الذي رمه الفرنساوية، ورتب على باب القلعة الخارج والداخل عدة من العسكر الملازمين للوقوف ليلا ونهارا وبأيديهم البنادق على طريقة الفرنساوية».
34
يرد ذكر يعقوب في كل هذه المواضع فلا يمكن لقاري الجبرتي أن يتصوره إلا كأحد أوليك المارقين الذين يظهرون في عصور الحكم الأجنبي، ويكونون خلالها حربا على أممهم. ولكن القاري لا يجد في الجبرتي ولا في غيره أن يعقوب في سنة 1801 لما انتهى الاحتلال الفرنسي، هاجر وتبع الجيش الفرنسي إلى فرنسا لتحقيق مشروع خطير هو الحصول على اعتراف الدول باستقلال مصر.
अज्ञात पृष्ठ