जेकिल और हाइड
الدكتور جيكل والسيد هايد
शैलियों
أنعمت النظر في هذا الرجل الذي كان قصيرا ويرتدي معطفا ثقيلا، فكان وجهه هو أكثر ما يلفت الانتباه، الكلمة الوحيدة التي أستطيع أن أستخدمها لوصفه هي أنه كريه، فما إن وقعت عيناي على وجهه حتى انتابني توتر شديد للوهلة الأولى. غير أنني كنت شديد الفضول، ربما لأني طبيب، لكنني لم أستطع أن أدير نظري بعيدا. لماذا هالني مظهره البدني بهذه القوة؟
استغرقت بعض الوقت في كتابة هذه الملاحظات التي لم تأخذ سوى لحظات في الواقع. تحركنا بسرعة من الردهة الأمامية إلى المكتب، فيما كان الرجل في لهفة شديدة للحصول على الدرج.
صرخ الرجل: «هل أحضرت الدرج؟ هل أحضرت الدرج؟» وكان نافد الصبر حتى إنه أخذ يهزني.
دفعته بعيدا عني خطوة أو خطوتين وقلت: «على رسلك يا سيدي! لقد نسيت أنني لم أتشرف بمعرفتك بعد. تفضل بالجلوس من فضلك.» وأجلست نفسي، باذلا قصارى جهدي كي أبدو طبيعيا أمامه. ولا أعرف بالضبط لماذا أرجأت إعطاءه الدواء. ربما غلبني فضولي، إذ أردت أن أرى كيف سيكون رد فعله.
رد الرجل في تأدب بما يكفي: «ألتمس عفوك يا دكتور لانيون. أعرف أنني نافد الصبر، لكنني جئت بناء على طلب من صديقك الطيب دكتور جيكل. ولا أحب أن أجعله ينتظر.» انقطع الرجل عن الكلام ووضع يده على حلقه. وبالرغم من رباطة جأشه، استطعت أن أرى أنه كان على وشك البكاء. ثم قال في عجالة: «أعرف ... أنه يفترض أن أسترجع ... أحد الأدراج.»
أشفقت على زائري. لا، بل ربما كنت أكثر انشغالا بإرضاء فضولي. يصعب أن أقول هذا في هذه اللحظة بعد كل المعلومات التي أعرفها الآن.
قلت له وأنا أشير إلى حيث الدرج موضوع على الأرض: «ها هو يا سيدي.»
اندفع الرجل نحوه. ثم توقف ووضع يده على قلبه. وسمعت صرير أسنانه القوي. انتزع الغطاء، ولدى رؤيته المحتويات، أطلق تنهيدة ارتياح كبيرة حتى إنني جلست مرتعدا. وصدمت حينما طلب بعدها بلحظة مخبار قياس.
نهضت من مكاني بشيء من الجهد وكان له ما طلب.
شكرني بإيماءة باسمة، ثم مضى قدما في مزج جرعة من السائل الأحمر بالملح الغريب. وفيما امتزجت المكونات معا، اتخذ الخليط لونا فاتحا، ثم بدأ الدخان والفقاقيع تتصاعد منه، ثم تحول لونه إلى لون أرجواني داكن ثم هدأ. وأخيرا بهت لونه إلى لون أخضر مائي. راقب الزائر كل مرحلة بعين ثاقبة. ابتسم الرجل ثم وضع الكوب على الطاولة. وعندئذ استدار ونظر إلي في جدية.
अज्ञात पृष्ठ