जेकिल और हाइड
الدكتور جيكل والسيد هايد
शैलियों
تعجب أترسون قائلا: «كنت متأكدا! لقد قصد أن يقتلك.»
هز جيكل رأسه مرة أخرى وقال: «الأمر ليس كذلك يا أترسون. لا يمكنني أن أشرحه لك، لقد كان أمرا بيني وبين هايد، لا يمكن أن يعرفه أحد غيرنا. ولن يعلمه أي إنسان آخر البتة. لكنني تعلمت درسا! ويا له من درس!» ثم وضع رأسه بين يديه مرة أخرى وبكى.
قال أترسون بنبرة رقيقة إذ لم يشأ أن يزعج صديقه أكثر من ذلك: «ثمة شيء آخر يا جيكل؛ هل لديك أدنى فكرة عن سبب ارتكاب هايد لجريمته؟ هل كان هذا بغرض السرقة أم أن لديه أسبابا أخرى؟»
لم يرفع جيكل رأسه من بين يديه وقال بصوت مكتوم: «لا، ليس لدي أدنى فكرة.»
فيما كان أترسون في طريقه للخارج وقف ليتحدث إلى بول: «لقد جاء خطاب اليوم، صف لي شكل الرسول الذي سلمه؟ أود أن أعثر على الشخص الذي سلمه.»
أجاب بول: «أنا متأسف سيدي، لم نتسلم أي مراسلات اليوم.»
اندهش أترسون مما سمع. لا بد أن الخطاب جاء عن طريق باب المختبر الذي اعتاد هايد أن يستخدمه. من الغريب أن يجيب جيكل الباب بنفسه وهو في هذه الحالة الذهنية. ذكر الطبيب أنه تسلم الخطاب بعد زيارة الشرطة له. لعل الرسالة كتبت في المكتب، إن كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن هايد كان بمعية جيكل عندما كتبها. لكن هذا قد يعني أن جيكل كذب عليه. إذا كان جيكل راغبا في أن يضع ثقته بالمحامي في أمر الرسالة، لماذا لا يضع ثقته به بقول الحقيقة؟ ترك أترسون منزل جيكل وهو في حيرة من أمره ممتلئا بالمخاوف.
الفصل العاشر
أترسون يفحص الخطاب
شق أترسون طريقه إلى مكتبه. كانت كل الأحاديث التي تدور في الشوارع - بل في المدينة بأكملها بشأن هذا الأمر - حول مقتل سير دانفرز كارو. فجأة أصبح الجميع على دراية باسم إدوارد هايد. لقد كان عسيرا على أترسون أن يتفجع على شخص فيما هو يستبد به القلق على شخص آخر. كان عقله غارقا في الأسئلة والمخاوف. غشي الضباب المدينة، فلم يعد بمقدور أي شخص أن يرى من مكانه الزاوية المقابلة. بدت لندن مثل حساء رمادي ثخين. رأى أترسون أن هذا المناخ يعبر عن مزاجه؛ إذ لم يعد شيئا واضحا البتة، وهو لا يفهم أي شيء.
अज्ञात पृष्ठ