जेकिल और हाइड
الدكتور جيكل والسيد هايد
शैलियों
تكدر أترسون لدى معرفته أنه يوجد شجار بين لانيون وجيكل. وقد ابتغى أن يسأل عن هذه التجارب الخطيرة، لكنه عرف أنه يجدر به أن يلتزم بالموضع الذي أراد بالفعل أن يتحدث عنه. فسأل صديقه: «هل التقيت من قبل برجل يعرفه جيكل اسمه «السيد هايد»؟»
كرر لانيون الاسم: «هايد؟ لا لم أسمع عنه البتة.»
شعر أترسون بالإحباط، فقد تمنى أن يجد عند لانيون خيطا يقوده إلى معرفة طبيعة العلاقة بينهما. وكان أترسون قد التقى جيكل مرات معدودة على مدار الأشهر القلائل الماضية. وقد انزعج لدى معرفة أن لانيون التقاه على نحو أقل منه.
رجع أترسون إلى منزله بعد فترة وجيزة من حواره مع لانيون ثم أوى إلى فراشه، ومع ذلك لم يهنأ بنوم مريح، فقد أخذ يتقلب في فراشه طوال الليل. ولم يستطع أن ينفض عن ذهنه التفكير في جيكل وهذا المدعو هايد. أكان هذا المجرم يبتز صديقه القديم؟ لقد أطلق إينفيلد على المنزل اسم «منزل الابتزاز» وربما كان محقا. هل هناك شيء ما في الماضي أراد جيكل أن يخفيه؟ ظن أترسون أنه ربما تكون هذه الحقيقة، فدكتور جيكل لم يكن مثاليا إبان الشباب؛ إنما انخرط في العديد من الأنشطة الطائشة، وكان أترسون قد حذره بالفعل كي يحتاط، لكن لم يكن من جيكل إلا أن يضحك. فقد احتسب الطبيب الشاب أنه لا ضير في القليل من المغامرات. والآن وبعد أن مرت سنون عديدة، يبتز هذا الرجل الغامض جيكل. وقد تألم المحامي لدى فكرة أن هذا الوغد هايد أيقظ صديقه القديم عند منتصف الليل كي يطلب منه شيكا بمائة جنيه. والأدهى من كل هذا، أن جيكل قد اقتنع بأن يترك كل متاعه الدنيوي لهايد المبتز. وساورت أترسون المخاوف بشأن أمان صديقه القديم. من ثم عقد العزم على أن يرى هايد وجها لوجه.
الفصل الرابع
البحث عن السيد هايد
بعد مرور بعض الوقت، عرج أترسون مرة أخرى في الصباح قبل أن يتجه إلى عمله، على الممر المؤدي إلى المنزل حيث روى له إينفيلد القصة. وقد زاره أثناء ساعات الغداء عندما كان الشارع مكتظا بالمتسوقين. وفي الليل، عندما لم يكن أحد في الشارع ، انتظر أترسون وأخذ يراقب المكان. فكر أترسون في نفسه: «إذا كنا سنلعب لعبة الغميضة حيث هو «المختبئ» كما يوحي اسمه فسأقوم أنا بدور «المتعقب».»
بعد طول انتظار كوفئ صبره؛ كانت الليلة صافية جافة والقمر بدرا ساطعا يضيء الشارع، ولم يكن هناك أي ضباب أو أمطار. وقد أغلقت جميع المتاجر أبوابها، والشارع في غاية الهدوء. ولما كان أترسون يقف بالممر، سمع صوت وقع أقدام خفيفة مسرعة تقترب منه. وحتى قبل أن يرى ظلا مظلما ينعطف، أدرك أترسون أن هذا الظل هو ظل مستر هايد.
كان هايد ضئيل الحجم ويرتدي ملابس غير رسمية، ومعطفا داكن اللون. وكانت القبعة مشدودة لأسفل على رأسه. للحظة ظن أترسون أن هايد يعرج، لكن يبدو أن عينيه كانتا تخونانه فحسب. فقد كانت طريقة هايد في السير قوية ومفعمة بالحيوية. سار هايد نحو الباب مباشرة، وكان يخرج المفتاح من جيبه فيما كان يعبر الشارع، ولم يبد لصا أو شخصا يتسلل إلى المبنى، وإنما بدا مطمئنا؛ كأنه رجل يدخل إلى منزله.
خرج السيد أترسون من مكمنه ولمس كتف هايد وهو يمر به وقال: «أظن أنك السيد هايد؟»
अज्ञात पृष्ठ