وغضنت أنفها كأنها تشم رائحة المجاري وقالت: دروس فيما يتحشمون ويسمونه الحب. وتحول اشمئزازها إلى سخط وقالت: دروس - اسمح لي أن أقول - من امرأة أكبر سنا.
وصاح السفير: رحماك يا رب!
وردد ويل بعده على سبيل الواجب: رحماك يا رب! وكان يدرك أن هؤلاء النسوة المسنات كن في عين الراني منافسات أشد خطورة حتى من أكثر الفتيات الفوضويات ممن نضجن قبل الأوان؛ فمعلمة الحب البالغة تكون أما منافسة، تتمتع بميزة الحرية في تجاوز حدود التحريم، وهذا أمر بشع لا يجوز.
وفي شيء من التردد قالت الراني: إنهن يقمن بتعليم طرق خاصة.
واستفسر ويل: أي طرق تقصدين؟
ولكنها لم تستطع أن تحمل نفسها على الخوض في التفصيلات المنفرة. ومع ذلك فإن ذلك لم يكن ضروريا؛ لأن موروجان (بارك الله فيه) رفض أن يستمع إلى هذه الدروس. دروس في الفسق من امرأة يصح أن تكون له أما؛ إن مجرد الفكرة أصابته بالتقزز. ولا عجب؛ فلقد نشأ على احترام مبدأ الطهارة. هل تعرف معنى براهما شاريا؟
قال ويل: نعم. - وهذا سبب آخر جعل مرضه نعمة غير منظورة، رحمة من الله حقا جاءت في حينها، ولا أظن أني كنت أستطيع أن أربيه هكذا في بالا؛ فهنا كثير من المؤثرات السيئة. هنا قوى تعمل ضد الطهارة، وضد الأسرة، بل وضد محبة الأم.
وسدد ويل أذنيه ليحسن الإصغاء وقال: هل أصلحوا حتى الأمهات؟
وأومأت برأسها إيجابا وقالت: إنك لا تتصور إلى أي حد وصلت الأمور هنا. ولكن كوت هومي كان يعلم الأخطار التي لا بد أن نلاقيها في بالا. فماذا يحدث؟ يمرض وليدي وينصحنا الأطباء بالعودة إلى سويسرة لكي نبتعد عن الأذى.
وسألها ويل: كيف سمح لك كوت هومي بالقيام بحملتك الروحية؟ ألم ير ماذا كان عساه أن يحدث لموروجان بمجرد أن توليه ظهرك؟
अज्ञात पृष्ठ