وسأله: وهل أنت أكبر الأبناء؟
وأجابه موروجان: الابن الأوحد. ثم أكد وحدانيته مرة أخرى وقال: الطفل الأوحد.
قال ويل: إذن ليس في الأمر أدنى شك. يا إلهي! لقد كان ينبغي لي أن أناديك بصاحب الجلالة أو بلقب السيد على الأقل. قال ذلك ضاحكا. غير أن موروجان استجاب للحديث بجدية تامة وبالتظاهر فجأة بالكرامة الملكية.
وقال: بهذا تناديني في نهاية الأسبوع القادم، بعد عيد ميلادي. حينما أبلغ الثامنة عشرة؛ أي عندما يبلغ الراجا في بالا سن الرشد. أما حتى هذا الحين فأنا موروجان ميلندرا، مجرد طالب يتعلم شيئا عن كل شيء؛ بما في ذلك تربية النبات. واستطرد في شيء من السخرية قائلا: حتى أكون على علم بما أقوم به حينما يحين الحين. - وإلى أن يحين الحين ماذا عساك فاعل؟
وقد لمس ويل فيما بين أنطونيوس الوسيم ووظيفته الكبرى تناقضا يثير الضحك حقا، وواصل الحديث بنغمة المزاح، متسائلا: وكيف تنوي أن تباشر العمل؟ هل تطيح بالرءوس، وتقول: أنا الدولة؟
واشتدت جدية موروجان وكرامته الملكية فقال مؤنبا: لا تكن غبيا.
وفي ابتهاج شديد أخذ ويل يسلك مسلك المعتذر وقال: إنما أردت أن أعرف إلى أي حد سوف يكون حكمك مطلقا.
ورد عليه موروجان في وقار قائلا: بالا ملكية دستورية.
أو بعبارة أخرى، إنك سوف تكون رأسا رمزيا؛ تسود ولا تحكم؛ كملكة إنجلترا.
ونسي موروجان كرامته الملكية فكاد يصيح بقوله: كلا، كلا. ليس كملكة إنجلترا. إن راجا بالا لا يسود فقط، إنما يحكم كذلك. واشتدت ثورة موروجان حتى لم يستطع يجلس في سكون، فقفز إلى أعلى وبدأ يذرع الغرفة جيئة وذهابا، وأضاف قائلا: راجا بالا يحكم حكما دستوريا، ولكنه - وايم الحق - يحكم، إنه يحكم. وسار نحو النافذة وأطل منها، ثم عاد بعد لحظة سكون وجابه ويل بوجه تحول - من أثر المسحة الجديدة التي انتابته - إلى رمز للقبح النفساني المعروف، في صورة فاتنة ولون رائع. وفي عبارة وبنغمة، استمدهما قطعا من أحد أبطال العصابات الأمريكية التي تظهر في السينما، قال: سوف أريهم من الرئيس هنا. واستطرد وكأنه يتلو من النص الممجوج الشائع على ألسنة أمثال هؤلاء الأبطال: إن القوم هنا يحسبون أني ألعوبة بين أيديهم كما كان أبي ألعوبة بينهم، ولكنهم يخطئون خطأ جسيما. وصدرت عنه ضحكة خبيثة تكاد أن تكون مكبوتة وهز رأسه الجميل البغيض وكرر قوله إنهم يخطئون خطأ جسيما.
अज्ञात पृष्ठ