143
الفاضل ذو الوزارتين
أبو عيسى ابن لبون
محتد شريف سما في ذراه، فأمل جنابه ودراه، نطق بالسحر وفاه، الجد فيه والسفاه، وتشيحه وكلامه سهل المرام، بديع النظام، يرف عليه رونق الماء وطبعه، وأن لم يكن باعتنائه. . .، فجاء بما بهر، وعرف فيه إحسانه واشتهر، مع عذب الجنى، باهر السنا، وهاك من توشيحه نورا ينفخ، ولجة بالبديع تطفح، منه ذلك قوله:
ما بدا من حالي قد كفى عذّالي ... عاذلي لا تكثر في الهوى تعذالي
عذلكم يغريني ... فانتهوا عن عذلي
كلفني بالعين ... زائد في فضلي
بعت فيهم ديني ... وأنا لم أغل
قط ما بالغالي للجمال العالي ... لو شراه المبصر بالتقى والمال

1 / 158