وأما بلاد ريمة ووصاب وعتمة فكان في وصاب الأمير حسن كور من أمراء العجم، وفي عتمة آغا يسمى دلاوار، وكان في ريمة كاشف من جهات الأمير سنبل فوصلهم الخبر بخروج مولانا الحسين رضوان الله عليه إلى الحيمة، وشن الحرب على الترك من كل جهة أمرهم الباشا بالإجتماع إلى الأمير كور حسن وأن يطلعوا إلى ذمار، وفي هذه البلاد وأهلها من الضعف والذل ما لا يقدرون على الدفع عن أنفسهم ولا أن يلحقوهم بمكروه. وصارت البنادق فوق ألف وخمسمائة من غير أهل السلاح فصعدوا من رمع القحصة، ثم خرجوا إلى ملص، وكان سبب طلوعهم التفريج على المحطة التي في نمارة، فإن بعض أهل الرأي أشار على السيد المطهر بن ناصر الدين الحمزي رحمه الله أن هؤلاء في مقطعة من الماء وهم كثيرون، وقد أجابت قبائل المغرب فلو نزل إليهم الشيخ حسين بن ناصر بن راجح والشيخ أحمد بن ناصر في قبائلهم وأهل المنار(1) ومن إليهم أخذتموهم وكانت غنيمة باردة، وصار إلى هذا الرأي فدافعتهم عنه مرارا مخافة أن يفلت من في نمارة، وأن يعجز عن حرب الطائفتين وما عندنا من أهل البنادق من يزيد على المائة بأكثر من خمسين، ثم كانوا يتخلفون ويهربون فقد تبقى المراتب خالية لعدم انضباط القبائل، ثم إني نمت نهارا وكنا في حجر قران بيينا وبين العدو قدر بلاغ(2) البندق. فما رأيت إلا الرايات والعزم للقاء المحطة في الوادي، فقلت: كان الرأي غير هذا فلم يلتفت منهم أحد بغير أنتم مع الله وخاطركم الدعاء، فلما دنوا من أولئك الجموع هابت القبائل لقاءهم، وكان توجه معهم بغير رأي حي الصنو الشهيد صلاح بن عبد الله رحمه الله تعالى فإنهم إستدعوه يكون لهم جامعا لكلمتهم، فسار في ستة أنفار فقط، فتقدم هو والشيخ أحمد بن ناصر بن راجح من أمام المحطة فرمتهم البنادق فما بقي غيره أعني الصنو صلاح، فاحتمل البيرق من يد صاحبه وارتفع بين القبائل فاحتز [87/ب] الظالمون رأس الشيخ أحمد بن ناصر ومن معه، وناوشهم الآخرون من ورائهم وصعدوا إلى ملص سالمين. وقد قتل منهم نفر دون العشرة واحتز منهم رأس ومن ملص صعدوا إلى ذمار، ووصل مع ذلك(1) الأمير أحمد بن عبد الرحمن كما تقدم فحصل من هذه خروج من في نمارة. وكان قد أحيط بهم وعلق رهنهم، وكان كما قال مولانا الحسين رحمة الله عليه لما كتبنا إليه بسلامتهم وخروجهم ليلا سلموا منها لأشر منها إن شاء الله تعالىوانفتحت المغارب كلها.
أما بلاد ريمة فتقدم لفتحها القاضي الأعلم بدر الدين محمد بن أحمد السلفي، وكان والده توفي في تلك الأيام رحمه الله كما تقدم.
وأما جهات عتمة ووصاب فإنه أمرني مولانا الحسين رحمة الله عليه فأجاب أهلها وكثر الأتباع، وفيها حوادث وغدر في جهات وصاب في موضع يسمى قنعة(2)، وفي سوق الأحد أخرى، وفي مغربة الجعافر من بلد الأحد أخرى، واتفق حصار لنا في جبل بني عباس من بلاد الأحد، وعادت الأمور إلى المحبوب بوصول الغارات أنفعها من عند مولانا الحسن رضوان الله عليه كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
ذكر فتح حفاش
ثم إنه أرسل لفتح حفاش السيد محمد بن علي المعروف بالقراع، والسيد الحسن بن محمد الهجرة كلاهما من سادة كوكبان، فاستولوا عليها وحاصروا واليها المسمى عسلان آغا ومن معه.
ووصل إلى مولانا الحسين رضوان الله عليه أسيرا وأخذ ما معه وصار حفاش وملحان وما إليها إلى جانب الحق.
وأما الشيخ المجاهد علي بن عبد الله الطير فإنه تقدم إلى ذي يسان من أعمال روس سنحان وقد انهزم الأمير سنبل من جبال اللوز كما سيأتي إن شاء الله. وأغار حتى أزاح السيد الهادي بن علي الشامي والحدا من الذراع فلازمه الشيخ علي بن عبد الله ومن معه الحرب وغلب عليه -أعني الأمير سنبل، والشيخ علي ومن معه استقروا في ذي يسان كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
पृष्ठ 226