जवहरा मुनीरा

जुर्मुज़ी d. 1077 AH
170

जवहरा मुनीरा

الجوهرة المنيرة - 1

शैलियों

ولقد روى عنهم حالة عظمى منها: أن المرأة تخرج من زوجها متى شاءت وتزوج من شاءت بيومها ويجعلون قطع الوادي عدتها. وأما الواجبات فلا يعرفون وجوبها ولا يعرفون النقود وإنما بيعهم وشراءهم بالحبوب لا غير وغالب حبوبهم السمراء نوع من البر وفيهم المحتكرون للطعام. فوصلهم بغتة. وقد جعل أدلة ودس إلى مشائخ باديتهم من جهة برط [72/ب] خشية أن يمدوهم، فلما وصل أظهر لهم أنه ضيف لهم ماض إلى غير بلادهم، وقد أرسلوا المصطرخين إلى جهات المشارق، فأرسل معهم ممن معه من أهل المشرق يخبرهم أنه ماض إلى غير تلك البلد ضيفا وللضيف عندهم حق لا ينكرونه، ثم ضرب خيامه في جانب الوادي بحيث لا يصله البندق من الدور فإن في الوادي المذكور دور مانعة من أعلاه إلى أسفله وطوله قريب من مسافة يوم، ولما سكنت ثورتهم طلب مشائخهم وأمرهم أن يقسموا العسكر خطاطا(1) للضيافة فأمنوا واستبشروا وسارعوا. وقد أمر كبراء العسكر أن يقتسموا نصفين: نصف يبقى في المحطة ونصف: يسير معهم، وإن أمر ظاهرا بمسيرهم فلا يفعلوا، وجعل على كل طائفة رئيسا وعهد إليه أنهم يحتالون في دخول الدور، ومن طلع دارا مما قرب من المحطة عشر بالبندق ففعلوا وضبطت البيوت المقاربة للمحطة، وقد افترق جمعهم لاشتغالهم بالعسكر وبقي العسكر في مواضعهم وهذه الدور مملوءة برا وشعيرا وغيرها فإنما يجعلونها مخازين ويجعلون فيها رتبا، ثم أطمع كبارهم وأحسن إليهم وأرسل من قبض الزكاة في ذلك الوادي فكانت فوق الخمس مائة الزبدي(2)، وجعل سياقها إلى واسط(3) في أملح(4) مع عسكر وقبائل حتى استقصى منهم الزكاة، ثم عمد(5) إلى الدور فأخرج الحبوب المجموعة وقد أعطى أهل المشرق كثيرا منها وأعطى أهل الوادي من بعضهم بعضا وأخذ أكثرها عقوبة وللربا الذي هم عليه، وكسبوا منه حتى أخذ الوفاء من ذلك وهو مع ذلك يكسو أهل المشرق ويتألفهم ولا يعرفون الكسوة، فكان يعطي الأربعة ثوبا والثمانية ثوبا ونحو ذلك(1)، ثم أخذ منهم رهائن بالطاعة وتسليم الزكاة وأن يدخل بلادهم الفقهاء ومن يعرفهم الواجبات ومدة بقاه لا يزال اللاحق به من صعدة وبلادها، ثم عاد وقد ملأ المخازين في صعدة وأعطى أهل الحقوق عوائدهم وزيادة، وكان مكتوبا على صخرة من طريق أملح مما كتبه بعض أهل المشرق بلسانهم (إذا لك عقل وأنت تفرق فأي رزق قد جاء من المشرق) يريدون [73/أ] تنفير الملوك عن بلادهم وأن لا يطمع فيها، فلما عاد مولانا الحسن رحمه الله تعالى(2) بما ذكر، أمر أن يكتب تحته على ذلك الأسلوب (إذا أنت لا تفرق لقد جئنا بالرزق من المشرق وضربنا للعدو المفرق).

نعم وكانت دور العمالسة في ذلك الوادي قريبا من خمسمائة دار وهذا الوادي يشتمل على آبار كثيرة، ثم أرسل للإمام -عليه السلام- بحصته الوافرة من هذه الغنيمة، وبعدها الخرجة الكبرى إلى بلاد فيفا من مغارب نجران(3) فإنها بلاد واسعة وعن الشريعة الغراء وأحكامها شاسعة، ولهم جهالات تنزه منها الطروس، ولا قد دخلتها دولة إلا أيام الإمام الأعظم شرف الدين -عليه السلام- أحتال لفتحها ولده السيد الفاضل عز الدين بن أمير المؤمنين رحمه الله(4)، ومن قبيح جهلهم أنهم يرقدون نساءهم مع الضيوف إكراما لهم على جهلهم، ولا يقبلون من الضيف إلا ذلك، ويخيرونهم هل بكر أو ثيب وغير ذلك من الجهالات. ولا يكادون يعرفون صانعا حكيما، وهم قبائل متعددة من بني مالك وأهل حنش(5)، وآل كثير وآل سلمة وآل علي وآل سعيد وآل خالد.

पृष्ठ 186