जवहर शफ्फाफ
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
शैलियों
وروي: أن سعد بن معاذ رضي الله عنه سمعها منهم فقال يا أعداء الله عليكم لعنة الله، والذي نفسي بيده لإن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأضربن عنقه فقالوا: أولستم تقولونها فنزلت هذه الآية {وانتهوا وللكفرين عذاب أليم} يعني اليهود الذين تهاونوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسبوه {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم خيرا من ربكم} من الأولى للبيان لأن الذين كفروا نوعان أهل الكتاب والمشركون والثانية مزيدة لاستغراق الخبر والثالثة لابتداء الغاية، والخبر الوحي، والمعنى أنهم يرون أنفسهم أحق بأن يوحى إليهم، فيحسدونكم {وما تحبون أن ينزل عليكم شيء} من الوحي والمعنى أنهم يرون {والله يختص برحمته من يشاء} وهي النبوة والوحي من يشاء ولا يشاء إلا من تقتضيه الحكمة {والله ذو الفضل العظيم} يختص به من يشاء ولا اعتراض عليه، {ما ننسخ من آية أو ننسها} .
روى أنهم اعترضوا في النسخ فقالوا: ألا ترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه، ويأمرهم بخلافه ويقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا فنزلت وننسخ الآية إزالتها بإبدال أخرى مكانها وإنساخها لأمر ينسخها، وهو أن يأمر جبريل أن يجعلها منسوخة بالأعلام بنسخها ويسوها بأخيرها وإذهابها إلى بدل أو ساوها إذهاب حفظها عن القلوب معناه أن كل آية تذهب بها على ما توجبه المصلحة {نأت بخير منها} أي: بالأخير منها للعباد، ويكون العمل بها أكثر للثواب وأنفع لهم واسهل عليهم، {أو مثلها} في المنفعة والمثوبة {ألم تعلم أن الله على كل شيء} من النسخ والتبديل وغيرهما [46 { {قدير} يقدر على الخير وما هو خير وعلى مثله في الخير.
पृष्ठ 93