जवहर शफ्फाफ
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
शैलियों
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين(23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين(24)
{وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} أي: في شك من صدق هذا الكتاب الذي أنزلناه على محمد، وقلتم لا ندري هل هو من عند الله أم لا {فأتوا بسورة من مثله} من الإعجاز وحسن النظم والإخبار عما كان وما يكون وهذا غاية التبكيت {وادعوا شهدائكم من دون الله} أي: واستعينوا بآلهتكم التي تدعونها من دون الله، وزعمتم أنهم يشهدون لكم يوم القيمة أنكم على الحق أو أنكم أتيتم بمثله، وهذا من المساهلة وإرخاء العنان {إن كنتم صادقين} أن محمد تقوله من نفسه {فإن لم تفعلوا} هذا فيما مضى {ولن تفعلوا} فيما يستقبل أبدا {فاتقوا النار} أي فاتركوا المعاندة ومكابرة الحق بعد وضوحه واحذروا أن تصلوا النار {التي وقودها الناس والحجارة} يعني حجارة الكبريت وهي أشد لإيقادها، وقيل المعنى وقودها الناس والحجارة أنها نار متميزة عن غيرها من النيران بأنها لا تتقد إلا بالناس والحجارة لشدة حرها ونار الجحيم أعاذنا الله منها نيران شتى منها: نار توقد بالناس والحجارة ولعل الكفار والجن وشياطينهم نارا وقودها الشياطين كما أن الكفرة الإنس نارا وقودها هم.
قال رضي الله عنه: وجعلت الحجارة وقودا إلا أنهم قربوا بها أنفسهم من الدنيا حيث نحتوها أصناما وعبدوها ومعنى {أعدت الكافرين} أي هيئت جزاء لهم بتكذيبهم.
قال رضي الله عنه: ومن عادة الله تعالى من كتابه أن يذكر الترغيب والترهيب معا فقال:
पृष्ठ 36