जवहर शफ्फाफ
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
शैलियों
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال للخصمين: ((إنما أنا بشر وأنتم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بشئ من حق أخيه فلا يأخذن منه شيئا فإنما أقضي له قطعة من النار)) فبكيا وقال كل واحد منهما حقي لصاحبي فقال: ((اذهبا فتوجبا ثم استهما ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه)) {يسألونك عن الأهلة} روي: أن معاذ بن جبل، وثلعبة بن غنيم الأنصاري سألا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بال الهلال يبدوا دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يمتلأ ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ، ولا يكون على حالة واحدة، فأنزل الله يسألونك عن الأهلة، وهو جمع هلال {قل هي مواقيت للناس والحج} أي: معالم يوقنون بها أخبر سبحانه أن الحكمة في زيادة القمر ونقصانه زوال الإلتباس عن أوقات البأس وحجهم وحل ديونهم وعدة نسائهم، وجواز إحرامهم ومدد حواملهم وغير ذلك {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} كان الواحد من الجاهلية إذا أحرم لم يدخل دارا ولا خباء من باب فإن كان من أهل المدين نقب نقبا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج، أو يتخذ سلما يصعد فيه، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخباء، فأمرهم الله بترك السنة الجاهلية وأعلمهم أن ذلك ليس ببر، {ولكن البر من اتقى} ما حرم الله عليه {وأتوا البيوت من أبوابها} المشروعة لها والمعنى: باشروا الأمور من وجهها التي يجب أن تباشر علنها ولا تعكس والمراد من طين أي النفوس، وربط القلوب على أن جميع أفعال الله حكمة وصواب، {واتقوا الله} باجتناب محارمه {لعلكم تفلحون} أي: تظفرون بمطلوبكم.
पृष्ठ 157