Jawami' Al-Sirah
جوامع السيرة ط المعارف
संपादक
إحسان عباس
प्रकाशक
دار المعارف
संस्करण
١
प्रकाशन वर्ष
١٩٠٠ م
प्रकाशक स्थान
مصر
शैलियों
من بدر، وركب مع رجل من أصحابه مستخبرًا ثم انصرف، فلما أمسى بعث عليًا والزبير وسعد بن أبي وقاص في نفر إلى بدر يلتمسون الخبر، فأصابوا راويةً (١) لقريش، فيها اسلم غلام بني الحجاج السهمين، وأبو يسار (٢) غريض غلام بني العاصي بن سعيد الأمويين، فأتوا بهما، ورسول الله ﷺ قائم يصلي. فسألوهما: لمن أنتما فقالا: نحن سقاة قريش. فكره أصحاب رسول الله ﷺ هذا الخبر، وكانوا يرجون أن يكونا من العير، لعظم الغنيمة في العير وقلة المئونة فيها، ولأن الشوكة في نفر قريش شديدة. فجعلوا يضربونهما، ةفإذا آذاهما الضرب قالا: نحن من عير أبي سفيان. فسلم رسول الله ﷺ ثم قال: أخبراني أين قريش قالا: هم وراء هذا الكثيب. وأخبراه أنهم ينحرون يومًا عشرًا من الإبل ويومًا تسعًا، فقال ﷺ: " القوم بين التسعة إلى الألف ".
وكان بسبس بن عمرو وعديّ بن أبي الزغباء اللذين بعثهما ﵇ يتجسسان له الأخبار، مضيًا حتى نزلا بدرًا، فأناخا بقرب الماء، ثم استقيا في شن لهما، ومجديّ بن عمرو بقربهما، فسمع عدي وبسبس جاريتان من الحي وإحداهما تقول لصاحبتها: أعطيني ديْني؛ فقالت الأخرى: إنما تأتي العير غدًا فأعمل لهم ثم أقضيك. فصدقها مجدي بن عمرو، ورجع عدي وبسبس بما سمعا إلى النبي ﷺ.
ولما قرب أبو سفيان من بدر تقدم وحده حتى أتى ماء بدر، فقال
(١) الراوية: الدواب التي يستقى عليها الماء.
(٢) في الأصل: كيسان. والتصويب من كتب السيرة.
1 / 110