विश्व साहित्य पुरस्कार: नोबेल पुरस्कार का एक उदाहरण
جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل
शैलियों
وتزداد هذه النسبة إذا لوحظ عددهم في الدوائر العلمية التي ينتسب إليها أكثر اليهود الفائزين بالجائزة، فربما كانوا لا يزيدون على جزء من خمسين جزءا من عدد زملائهم المسيحيين، وربما بلغت نسبتهم أكثر من خمسين في المائة من أبناء ملتهم المشتغلين بعلوم الطبيعة والكيمياء، ومعنى ذلك أن نصف علماء اليهود في أنحاء العالم المتمدن قد وصلوا إلى جوائز نوبل العلمية، وهنا يظهر الفارق الكبير بين نسبتهم ونسبة غيرهم بحساب واحد، فإن الذين نالوا هذه الجوائز من غير اليهود ينقصون عن واحد في المائة من عدد العلماء العالميين، وهم عدة ألوف.
ولم يظهر مثل هذه النسبة في الجوائز الأدبية؛ لأن الأدباء اليهود الذين وصلوا إلى الشهرة العالمية أفراد معدودون، يحسبون على أصابع اليد الواحدة، ولم يكن أحد منهم في طبقة الأعلام النابهين من أمثال أناتول فرانس، وبرناردشو، وبيراندلو، وبرتراندرسل ... فلو أنهم أخذوا الجائزة الأدبية لكان معنى ذلك أن النسبة تبلغ فيهم مائة في المائة، وأن اللجنة السويدية تميزهم على من هم أرجح منهم قدرة وشهرة من غير اليهود، ولعل اللجنة أدركت أن محاباة هؤلاء حاصلة بغير حاجة إلى وساطتها في دوائر النشر والإعلان؛ لأن أنصاف اليهود من أمثال رلكنه، وكافكا، وسارتر، قد زاحموا من هم أفضل منهم في ملكات الشعر والقصة، وقد كان ذلك حسبهم من المحاباة، فلا حاجة باللجنة السويدية إلى توريط نفسها في هذا المجال، وبخاصة عند النظر إلى الشروط المثالية الإنسانية، فإنهم منها على النقيض مما اشترطه مؤسس الجائزة من شروط القيم الأخلاقية والمثل العليا.
وقد استحق الجائزة كاتب كبير له قدره الراجح الذي لا اختلاف عليه، وهو الفيلسوف اليهودي برجسن، ولكن الاستثناء في أمره واضح من ناحية غير ناحية الشهرة والقدرة الفنية، وتلك هي ناحية الموضوع الذي اختير من أجله، وهو موضوع الفلسفة؛ إذ كان بين الشعراء والروائيين وكتاب المسرح والفن الجميل من هو أولى منه بشروط الجائزة الكتابية، فكان تفضيل موضوع الفلسفة على موضوعات الأدب الفني هو باب الاستثناء في أمر هذا الكاتب الكبير.
إن هذه القضية جديرة بحصتها في التعليق في كلام يقال عن الجائزة وتقديراتها ومواضع الملاحظة عن أسباب المحاباة أو الإجحاف عليها، وليس لذلك من مناسبة أقرب إلى موضوعها من باب خاص تستدعيه قصة باسترناك في هذا الكتاب؛ وهي القصة التي أثارت من اللغط حولها ما لم تثره جائزة أدبية في سنة من السنين.
وقد ثار اللغط حول هذه الجائزة - بحق - في بلاد العالم، ولم تنفرد البلاد الروسية بهذا اللغط كما يعلم جمهرة القراء.
إن أدباء الروس لم يظفروا بنصيب من جوائز نوبل منذ نشأتها، ولا استثناء لذلك في أمر تولستوي أشهر أدباء الروس في عصره، بل أشهر أدباء الغرب جميعا في العصر الحديث.
ولما أجيز الكاتب الروسي «إيفان بوتين» في سنة ثلاث وثلاثين لم يكن ذلك الكاتب روسيا بحسب التبعية السياسية في ذلك الحين، ولكنه كان من رعايا الدولة الفرنسية، وكان من المهاجرين البيض المنفيين من وطنه الأصيل.
فلما أعلن اسم الفائز سنة ثمان وخمسين، وعرف الناس أنه بوريس باسترناك، كان موضع دهشتهم من النبأ أنه أول أديب روسي مقيم في بلاده، خصته اللجنة السويدية بجائزتها التي لم تخص بها من قبله تولستوي، ولا أحدا ممن لا يساوون تولستوي، ولكنهم يساوون باسترناك، ويرجحون عليه.
وتساءلوا: ما هي المزية الخارقة التي خرجت باللجنة السويدية من قاعدتها المطردة إلى هذا الاستثناء الغريب؟
إن الموسوعة اليهودية - التي أشرنا إليها في مطلع هذا المقال - لم تذكر اسم باسترناك الشاعر؛ لأنه لم يكن علما من أعلام الأدب في سنة صدورها: سنة ست وأربعين (1946) ... ولكنها ذكرت اسم أبيه؛ لأنه المصور الذي زين بالرسوم قصة البعث لتولستوي.
अज्ञात पृष्ठ