الاختصار ع والصحيح أن نسيان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الله أن ينساه ولم يرد أن يثبته قرآنا جائز فأما النسيان الذي هو آفة في البشر فالنبي صلى الله عليه وسلم معصوم منه قبل التبليغ وبعد التبليغ ما لم يحفظه أحد من أصحابه وأما بعد أن يحفظ فجائز عليه ما يجوز على البشر لأنه صلى الله عليه وسلم قد بلغ وأدى الأمانة ومنه الحديث حين اسقط آية فلما فرغ من الصلاة قال أفي القوم أبي قال نعم يا رسول الله قال فلم لم تذكرني قال حسبت أنها رفعت فقال النبي صلى الله عليه وسلم لم ترفع ولكني نسيتها وقوله تعالى ألم تعلم معناه التقرير ومعنى الآية أن الله تعالى ينسخ ما شاء ويثبت ما شاء ويفعل في أحكامه ما شاء هو قدير على ذلك وعلى كل شيء وهذا لإنكار اليهود النسخ وقوله على كل شيء عموم معناه الخصوص إذ لا تدخل فيه الصفات القديمة بدليل العقل ولا المحالات لأنها ليست بأشياء والشيء في كلام العرب الموجود وقدير اسم فاعل على المبالغة قال القشيري وان من علم ان مولاه قدير على ما يريد قطع رجاءه عن الاغيار كما قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع قال أهل الإشارة معناه سهلت طريقهم إليك وقطعت رجاءهم عن سواك ثم قال ليقيموا الصلاة أي شغلتهم بخدمتك وأنت أولى بهم فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم أي إذا احتاجوا شيئا فذلل عبادك لهم وأوصل بكرمك رعايتهم إليهم فإنك على ذلك قدير وان من لزم بابه اوصل إليه محابه وكفاه أسبابه وذل له كل صعب وأورده كل سهل عذب من غير قطع شقة ولا تحمل مشقة انتهى من التجبير وقوله تعالى ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض الآية الملك السلطان ونفوذ الأمر والإرادة وجمع الضمير في لكم دال على أن المراد بخطاب النبي صلى الله عليه وسلم خطاب أمته وقوله تعالى أم تريدون أن تسألوا رسولكم الآية قال أبو العالية أن هذه الآية نزلت حين قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ليت ذنوبنا جرت مجرى ذنوب بني إسرائيل في تعجيل العقوبة في الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاكم الله خيرا مما أعطى بني إسرائيل وتلا ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما وقال ابن عباس سببها ان رافع بن حريملة اليهودي سأل النبي صلى الله عليه وسلم تفجير عيون وغير ذلك وقيل غير هذا وما سئل موسى عليه السلام هو أن يرى الله جهرة وكنى عن الإعراض عن الإيمان والإقبال على الكفر بالتبدل وضل أخطأ الطريق والسواء من كل شيء الوسط والمعظم ومنه سواء الجحيم وقال حسان بن ثاب في رثاء النبي صلى الله عليه وسلم ... يا ويح انصار النبي ورهطه ... بعد المغيب في سواء الملحد ...
والسبيل عبارة عن الشريعة التي أنزلها الله تعالى لعباده وقوله تعالى ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا الآية قال ابن عباس المراد ابنا اخطب حيي وأبو ياسر أي واتباعهما واختلف في سبب هذه الآية فقيل ان حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدراس فأراد اليهود صرفهما عن دينها فثبتا عليه ونزلت الآية وقيل أن هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عز وجل عن متابعة أقوال اليهود في راعنا وغيره وأنهم لا يودون أن ينزل على المؤمنين خير ويودون أن يردوهم كفارا من بعد ماتبين لهم الحق وهو نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ت وقد جاءت أحاديث صحيحة في النهي عن الحسد فمنها حديث مالك في الموطأ عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث وأسند أبو عمر بن عبد البر عن الزبير قال قال رسول
पृष्ठ 98