وقوله سبحانه ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين لوط عليه السلام بعثه الله سبحانه إلى أمة تسمى سدوم وروي أنه ابن أخي إبراهيم عليه السلام ونصبه إما بارسلنا المتقدم في الأنبياء وأما بفعل محذوف تقديره واذكر لوطا والفاحشة إتيان الذكور في الأدبار وروي أنه لم تكن هذه المعصية في أمة قبلهم وحكم هذه الفاحشة عند مالك وغيره الرجم أحصن أم لم يحصن وحرق أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجلا عمل عمل قوم لوط وقرأ نافع وغيره إنكم على الخبر كأنه فسر الفاحشة والإسراف الزيادة الفاسدة ولم تكن مراجعة قومه باحتجاج منهم ولا بمدافعة عقلية وإنما كانت بكفر وخذلان ويتطهرون معناه يتنزهون عن حالنا وعادتنا قال قتادة عابوهم بغير عيب وذموهم بغير ذم واستثنى الله سبحانه امرأة لوط عليه السلام من الناجين وأخبر أنها هلكت والغابر هو الباقي هذا هو المشهور في اللغة وقد يجيء الغابر بمعنى الماضي وكذلك حكى أهل اللغة غبر بمعنى بقي وبمعنى مضى وقوله وأمطرنا عليهم مطرا الآية أي بحجارة وروي أن الله تعالى بعث جبريل فاقتلعها بجناحه وهي ست مدن وقيل خمس وقيل أربع فرفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا صراخ الديكة ونباح الكلاب ثم عكسها ورد أعلاها أسفلها وأرسلها إلى الأرض وتبعتهم الحجارة مع هذا فأهلكت من كان منهم من كان في سفر أو خارجا من البقع المرفوعة وقالت امرأة لوط حين سمعت الوجبة واقوماه والتفتت فأصابتها صخرة فقتلتها
पृष्ठ 36