[آية 11]
بظهوره صلى الله عليه وسلم فزادهم الله مرضا قيل هو دعاء عليهم وقيل هو خبر أن الله قد فعل بهم ذلك وهذه الزيادة هي بما ينزل من الوحي ويظهر من البراهين ت لما تكلم ع على تفسير قوله تعالى عليهم دائرة السوء قال كل ما كان بلفظ دعاء من جهة الله عز وجل فإنما هو بمعنى إيجاب الشيء لأن الله تعالى لا يدعو على مخلوقاته وهي في قبضته ومن هذا ويل لكل همزة ويل للمطففين وهي كلها أحكام تامة تضمنها خبره تعالى ولهم عذاب أليم أي مؤلم وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض أي بالكفر وموالاة الكفر ولقول المنافقين إنما نحن مصلحون ثلاث تأويلات أحدها جحد انهم يفسدون وهذا استمرار منهم على النفاق والثاني أن يقروا بموالاة الكفار ويدعون أنها صلاح من حيث هم قرابة توصل والثالث أنهم يصلحون بين الكفار والمؤمنين وإلا استفتاح كلام ولكن حرف استدراك ويحتمل أن يراد هنا لا يشعرون أنهم مفسدون ويحتمل أن يراد لا يشعرون أن الله يفضحهم قوله تعالى وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس الآية المعنى صدقوا بمحمد وشرعه كما صدق المهاجرون والمحققون من أهل يثرب قالوا انكون كالذين خفت عقولهم والسفه الخفة والرقة الداعية إلى الخفة يقال ثوب سفيه إذا كان رقيقا هلهل النسج وهذا القول إنماكانوا يقولونه في خفاء فأطلع الله عليه نبيه عليه السلام والمؤمنين وقرران السفه ورقة الحلوم وفساد البصائر إنما هو في حيزهم وصفة لهم وأخبر أنهم لا يعلمون أنهم السفهاء للرين الذي على قلوبهم وقوله تعالى وإذا لقوا الذين آمنوا الآية هذه كانت حال المنافقين إظهار الإيمان للمؤمنين وإظهار الكفر في خلواتهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنهم ويدعهم في غمرة الإشتباه مخافة أن يتحدث الناس عنه أنه يقتل أصحابه حسبما وقع في قصة عبد الله بن
पृष्ठ 33