जवाहिर थामिना
الجواهر الثمينة في محاسن المدينة
शैलियों
إدراكا للمثال قوله «فسيراني» تفسيره فسيرى ما رأى لأنه حق [وغيب] (1) قوله «فكأنما رآني» قيل معناه انه لو رآني في اليقظة لطابق ما رآه في المنام فيكون الأول حقا وحقيقة والثاني حقا وتمثيلا ، وهذا كله إذا رآه على صورته المعروفة [فإن رآه على خلاف صورته المعروفة] (2) في حياته فهي أمثال والمعتمد أن رؤيته في كل حال ليست باطلة ولا اضغاث أحلام (3).
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما انه رأى النبي صلى الله تعالى وسلم عليه في النوم فبقي [متفكرا] (4) في هذا الحديث بعد أن استيقظ فدخل على بعض أمهات المؤمنين لعلها خالته ميمونة فأخرجت له المرآة التي كانت للنبي صلى الله تعالى وسلم عليه فنظر فيها صورة النبي عليه السلام ولم ير صورة نفسه.
وتم وراء النقل علم يدق عن مدارك غابات العقول السليمة.
[وقال] (5) الغزالي ليس معنى قوله «فقد رآني» انه رأى جسمي وإنما المراد انه رأى مثالا صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسي إليه والآلة تكون تارة حقيقة وتارة خيالية والنفس غير المثال المتخيل فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى صلى الله تعالى وسلم عليه ولا شخصه بل هو مثاله على التحقيق.
وقال في بعض فتاويه : من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام لم ير حقيقة شخصه المودع روضة المدينة المنورة وإنما رأى مثاله لا شخصه وذلك المثال مثال روحه المقدسة عن الصورة والشكل.
قال الطيبي المعنى من رآني في المنام بأي صفة كنت [فليبشر] (6) وليعلم أنه قد رآني رؤيا الحق وكذا قوله فقد رآني [فالشرط والجزاء إذا اتحدا دلا على الغاية في الكمال أي فقد رآني] (7) رؤيا ليس بعدها شيء ولا يخفى طيب نشر هذا القول.
وما أحسن ما قال :
ليته خصني برؤية وجه
زال عن كل من رآه الشقاء
पृष्ठ 63