अल-गवाहिर अल-हिसन फ़ी तफ़सीर अल-क़ुरआन
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
शैलियों
وقوله تعالى: { وقالت اليهود... } الآية: معناه: أنه ادعى كل فريق أنه أحق برحمة الله من الآخر، وسبب الآية أن نصارى نجران اجتمعوا مع يهود المدينة عند النبي صلى الله عليه وسلم فتسابوا، وكفر اليهود بعيسى وبملته، وبالإنجيل، وكفر النصارى بموسى وبالتوراة.
* ع *: وفي هذا من فعلهم كفر كل طائفة بكتابها؛ لأن الإنجيل يتضمن صدق موسى، وتقرير التوراة، والتوراة تتضمن التبشير بعيسى، وكلاهما يتضمن صدق النبي صلى الله عليه وسلم، فعنفهم الله تعالى على كذبهم، وفي كتبهم خلاف ما قالوا.
وفي قوله تعالى: { وهم يتلون الكتب } تنبيه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم على ملازمة القرآن، والوقوف عند حدوده، والكتاب الذي يتلونه، قيل: هو التوراة والإنجيل، فالألف واللام للجنس، وقيل: التوراة؛ لأن النصارى تمتثلها.
وقوله تعالى: { كذلك قال الذين لا يعلمون } يعني: كفار العرب؛ لأنهم لا كتاب لهم، { فالله يحكم بينهم يوم القيمة... } الآية، أي: فيثيب من كان على شيء، ويعاقب من كان على غير شيء، { ومن أظلم ممن منع مسجد الله... } الآية، أي: لا أحد أظلم من هؤلاء، قال ابن عباس وغيره: المراد النصارى الذين كانوا يؤذون من يصلي ببيت المقدس، وقال ابن زيد: المراد كفار قريش حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الحرام، وهذه الآية تتناول كل من منع من مسجد إلى يوم القيامة.
وقوله سبحانه: { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين... } الاية: فمن جعل الآية في النصارى، روى أنه مر زمن بعد ذلك لا يدخل نصراني بيت المقدس إلا أوجع ضربا، قاله قتادة والسدي، ومن جعلها في قريش، قال: كذلك نودي بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يحج مشرك، وألا يطوف بالبيت عريان؛ و { أينما } شرط، و { تولوا } جزم به، و { ثم }: جوابه، و { وجه الله }: معناه: الذي وجهنا إليه كما تقول: سافرت في وجه كذا، أي: في جهة كذا، ويتجه في بعض المواضع من القرآن كهذه الآية أن يراد بالوجه الجهة التي فيها رضاه، وعليها ثوابه؛ كما تقول تصدقت لوجه الله، ويتجه في هذه الآية خاصة أن يراد بالوجه الجهة التي وجهنا إليها في القبلة، واختلف في سبب نزول هذه الآية، فقال ابن عمر: نزلت هذه الآية في صلاة النافلة في السفر، حيث توجهت بالإنسان دابته، وقال النخعي: الآية عامة، أينما تولوا في متصرفاتكم ومساعيكم، فثم وجه الله، أي: موضع رضاه وثوابه، وجهة رحمته التي يوصل إليها بالطاعة، وقال عبد الله بن عامر بن ربيعة: نزلت فيمن اجتهد في القبلة، فأخطأ، وورد في ذلك حديث رواه عامر بن ربيعة، قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة، فتحرى قوم القبلة، وأعلموا علامات، فلما أصبحوا، رأوا أنهم قد أخطئوها، فعرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فنزلت هذه الآية».
وقيل: نزلت الآية حين صد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت.
و { وسع }: معناه متسع الرحمة، { عليم } أين يضعها، وقيل: { وسع }: معناه هنا أنه يوسع على عباده في الحكم دينه يسر، { عليم } بالنيات التي هي ملاك العمل.
[2.116-117]
وقوله تعالى: { وقالوا اتخذ الله ولدا سبحنه... } الآية: اختلف على من يعود ضمير «قالوا»، فقيل: على النصارى، وهو الأشبه، وقيل: على اليهود؛ لأنهم قالوا: عزير ابن الله، وقيل: على كفرة العرب؛ لأنهم قالوا: الملائكة بنات الله.
* ت *: وقال أبو عبد الله اللخمي: ويحتمل أن يعني بالآية كل من تقدم ذكره من الكفرة، وقد تقدم ذكر اليهود والنصارى والذين لا يعلمون، وهم المشركون، وكلهم قد ادعى لله ولدا، تعالى الله عن قولهم. انتهى من «مختصر الطبري».
अज्ञात पृष्ठ