अल-गवाहिर अल-हिसन फ़ी तफ़सीर अल-क़ुरआन
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
शैलियों
وقوله سبحانه: { والله يريد أن يتوب عليكم... } الآية: مقصد هذه الآية الإخبار عن إرادة الذين يتبعون الشهوات، فقدمت إرادة الله تعالى توطئة مظهرة لفساد إرادة متبعي الشهوات، واختلف المتأولون في تعيين متبعي الشهوات، فقال مجاهد: هم الزناة، وقال السدي: هم اليهود والنصارى، وقالت فرقة: هم اليهود خاصة؛ لأنهم أرادوا أن يتبعهم المسلمون في نكاح الأخوات من الأب، وقال ابن زيد: ذلك على العموم في هؤلاء، وفي كل متبع شهوة؛ ورجحه الطبري.
وقوله تعالى: { يريد الله أن يخفف عنكم... } الآية: أي: لما علمنا ضعفكم عن الصبر عن النساء، خففنا عنكم بإباحة الإماء، قاله مجاهد وغيره، وهو ظاهر مقصود الآية، ثم بعد هذا المقصد تخرج الآية مخرج التفضل؛ لأنها تتناول كل ما خففه الله سبحانه عن عباده، وجعله الدين يسرا، ويقع الإخبار عن ضعف الإنسان عاما؛ حسبما هو في نفسه ضعيف يستميله هواه في الأغلب.
[4.29-31]
وقوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا لا تأكلوا أمولكم بينكم بالبطل إلا أن تكون تجرة... } الآية: الاستثناء منقطع، المعنى: لكن إن كانت تجارة، فكلوها، وأخرج البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها، أتلفه الله "
انتهى.
وقوله تعالى: { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } ، أجمع المتأولون على أن المقصود بهذه الآية النهي عن أن يقتل بعض الناس بعضا، ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه للقتل، أو بأن يحملها على غرر، ربما مات منه، فهذا كله يتناوله النهي، وقد احتج عمرو بن العاصي بهذه الآية حين امتنع من الاغتسال بالماء البارد؛ خوفا على نفسه منه، فقرر رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجاجه.
وقوله تعالى: { ومن يفعل ذلك عدونا وظلما... } الآية: اختلف في المشار إليه ب «ذلك».
فقال عطاء: «ذلك» عائد على القتل؛ لأنه أقرب مذكور، وقالت فرقة: «ذلك» عائد على أكل المال بالباطل، وقتل النفس، وقالت فرقة: «ذلك»: عائد على كل ما نهي عنه من أول السورة، وقال الطبري: «ذلك» عائد على ما نهي عنه من آخر وعيد، وذلك قوله تعالى:
يأيها الذين ءامنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها
अज्ञात पृष्ठ