301

अल-गवाहिर अल-हिसन फ़ी तफ़सीर अल-क़ुरआन

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

शैलियों

وقوله سبحانه: { وجنة عرضها السموات والأرض } ، أي: كعرض السموات والأرض، قال ابن عباس في تفسير الآية: تقرن السموات والأرضون بعضها إلى بعض؛ كما تبسط الثياب، فذلك عرض الجنة؛ ولا يعلم طولها إلا الله سبحانه؛ وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:

" إن بين المصراعين من أبواب الجنة مسيرة أربعين سنة، وسيأتي عليها يوم يزدحم الناس فيها كما تزدحم الإبل، إذا وردت خمصا ظماء "

وفي الصحيح:

" إن في الجنة شجرة يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام لا يقطعها "

فهذا كله يقوي قول ابن عباس، وهو قول الجمهور: «إن الجنة أكبر من هذه المخلوقات المذكورة، وهي ممتدة على السماء؛ حيث شاء الله تعالى، وذلك لا ينكر، فإن في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

" ما السموات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كدراهم ألقيت في فلاة من الأرض، وما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت في فلاة من الأرض ".

قال * ع *: فهذه مخلوقات أعظم بكثير جدا من السموات والأرض، وقدرة الله أعظم من ذلك كله، قلت: قال الفخر وفي الآية وجه ثان؛ أن الجنة التي عرضها مثل عرض السموات والأرض، إنما تكون للرجل الواحد؛ لأن الإنسان يرغب فيما يكون ملكا له، فلا بد أن تصير الجنة المملوكة لكل أحد مقدارها هكذا. اه.

وقدرة الله تعالى أوسع، وفضله أعظم، وفي «صحيح مسلم»، والترمذي، من حديث المغيرة بن شعبة (رضي الله عنه):

" في سؤال موسى ربه عن أدنى أهل الجنة منزلة، وأنه رجل يأتي بعد ما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: أترضى أن يكون لك ما كان لملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت، أي رب، فيقال له: لك ذلك ومثله معه، ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيت، أي رب، فيقال له: لك ذلك، وعشرة أمثاله، فيقول: رضيت، أي رب، فيقال له: فإن لك مع هذا ما اشتهت نفسك، ولذت عينك "

، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

अज्ञात पृष्ठ