अल-गवाहिर अल-हिसन फ़ी तफ़सीर अल-क़ुरआन
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
शैलियों
قال * ع *: وهذا تأويل حسن لائق بزكريا عليه السلام .
و { أنى }: معناها: كيف، ومن أين، وحسن في الآية { بلغني الكبر }؛ من حيث هي عبارة واهن منفعل.
وقوله: { كذلك } ، أي: كهذه القدرة المستغربة قدرة الله، ويحتمل أن تكون الإشارة بذلك إلى حال زكريا، وحال امرأته؛ كأنه قال: رب، على أي وجه يكون لنا غلام، ونحن بحال كذا، فقال له: كما أنتما يكون لكما الغلام، والكلام تام؛ على هذا التأويل في قوله: { كذلك }.
وقوله: { الله يفعل ما يشاء }: جملة مبينة مقررة في النفس وقوع هذا الأمر المستغرب.
وقوله: { قال رب اجعل لي ءاية } ، أي: علامة، قالت فرقة من المفسرين لم يكن هذا من زكريا على جهة الشك، وإنما سأل علامة على وقت الحمل.
وقوله تعالى: { ءايتك ألا تكلم الناس... } الآية: قال الطبري وغيره: لم يكن منعه الكلام لآفة، ولكنه منع محاورة الناس، وكان يقدر على ذكر الله، ثم استثنى الرمز، وهو استثناء منقطع، والكلام المراد في الآية: إنما هو النطق باللسان، لا الإعلام بما في النفس، والرمز في اللغة: حركة تعلم بما في نفس الرامز؛ كانت الحركة من عين ، أو حاجب، أو شفة، أو يد، أو عود، أو غير ذلك، وقد قيل للكلام المحرف عن ظاهره: رموز.
وأمره تعالى بالذكر لربه كثيرا؛ لأنه لم يحل بينه وبين ذكر الله، وهذا قاض بأنه لم تدركه آفة ولا علة في لسانه، قال محمد بن كعب القرظي: لو كان الله رخص لأحد في ترك الذكر، لرخص لزكرياء عليه السلام ؛ حيث قال: { آيتك ألا تكلم الناس ثلثة أيام إلا رمزا } ، لكنه قال له: { اذكر ربك كثيرا } قال الإمام الفخر: وفي الآية تأويلان:
أحدهما: أن الله تعالى حبس لسانه عن أمور الدنيا، وأقدره على الذكر والتسبيح والتهليل؛ ليكون في تلك المدة مشتغلا بذكر الله وطاعته؛ شكرا لله على هذه النعمة، ثم أعلم أن هذه الواقعة كانت مشتملة على المعجز من وجوه:
أحدها: أن قدرته على الذكر والتسبيح، وعجزه عن التكلم بأمور الدنيا من المعجزات.
وثانيها: أن حصول ذلك العجز مع صحة البينة من المعجزات.
अज्ञात पृष्ठ