والدليل في ذلك أنه لا يخلو أن يكون خلق أصل الأشياء ومبتدأها من شيء، أو من غير شيء، فإن خلقها من شيء أزلي، فقد كان معه في الأزلية والقدم غيره من الأشياء، ولو كان كذلك تعالى الله عن ذلك؛ لم تصح له الأزلية، وإذا لم تصح له الأزلية؛ لم تصح له الوحدانية، وإذا لم تصح له الوحدانية؛ لم تصح له الربوبية؛ لأن من كان معه شيء لا من خلقه؛ فليس برب للأشياء كلها؛ إذ لم يكن لكلها خالقا، فمن ها هنا صح أنه خلق الأشياء لا من شيء، وابتدع تكوين ابتدائها من غير شيء.
وقلت: لأي علة بعث الله الرسل؟ وبعثهم ليكونوا حجة على خلقه، وليبلغوا من عنده ما تعبدهم به من فرضه؛ إذ مفروضاته سبحانه معقول ومسموع: فما كان من المسموع فلا بد فيه من مسمع يؤديه، وناطق به عن الله بما فيه، وهم الرسل عليهم السلام، المؤدون إلى خلق الله رسائله، والمبلغون إليهم عنه مراده (منهم)(1) فلهذا المعنى من تأديتهم عنه بعثهم.
تم ذلك والحمد لله كثيرا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
وسئل صلى الله عليه، عن الرجل(2) إذا اشترى شيئا، فوجد به عيبا؛ ثم استعمله بعد ما وجد فيه العيب.
فقال: ليس له أن يرده، وليس له إلا أرشه، وهو نقصان من الثمن بالعيب.
وقال: إذا جاء المشتري يرد بعيب، وكان العيب مما يحدث مثله في تلك الأيام، ثم أقام عند المشتري، فعلى المشتري البينة أنه اشتراه وبه ذلك العيب.
فإن لم يكن له بينة؛ فعلى البائع اليمين ما باعه هذه السلعة وفيها هذا العيب.
وقال صلى الله عليه: إذا اشترى رجل جارية؛ فوجدها ولد زنا من أمة الرجل الذي باعها، فليس هذا عيب ترد به.
وقال: إن البول عيب في الكبير، وليس بعيب في الصغير.
تمت المسألة.
*****
पृष्ठ 800