भावनात्मक पक्ष इस्लाम का
الجانب العاطفي من الإسلام
शैलियों
والورع ليس معناه التزمت أو العجز عن مواجهة المشكلات المتجددة بحكم الله فيها، كلا، فالمسلم يتحرى الحق جهده وينظر ما يلقاه من القضايا والأحكام ببصر نير، ف!ذا اطمأن قلبه إلى ما يقنعه استقر عليه. دون وجل، وإن نفر قلبه من مسلك أو رأى هجره واستراح. عن أبى ثعلبة الخشنى رضى الله عنه قلت يا رسول الله أخبرنى. ما يحل فى وما يحرم على؟ قال: البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، ! وإن أفتاك المفتون " . وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: اكثروا على عبد الله ذات يوم. فقال عبد الله: إنه قد أتى علينا زمان ولسنا هنالك!! ثم إن الله عز وجل قدر علينا أن بلغنا ما ترون. فمن عرض له منكم قضاء بعد اليوم فليقض بما فى كتاب الله. فإن جاء أمر ليس فى كتاب الله فليقض بما قضى به نبيه صلى الله عليه وسلم . فإن جاء أمر ليس فى كتاب الله ولا قضى به نبيه فليقض بما قضى به الصالحون. فإن جاء أمر ليس فى كتاب الله ولا قضى به نبيه ولا قضى به الصالحون فليجتهد رأيه. لا يقل: إنى أخاف إنى أخاف!! فإن الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات. فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك . التورع عن الشبهات كما رأيت، سواء كانت هذه الشبهات رأى العين وحكم العلم، أم كانت قلق النفس وريبة الفؤاد. ونحن فى عصر مادى مغرق يستمع إلى هذا الكلام وكأنه يستمع إلى لغة الجان أو سكان المريخ. إنه يطلب ما يشتهى غير دار بحديث الحلال والحرام وما بينهما من شبهات، ولقد أعطى الرذائل اسما غير اسمها ليتناولها وهى حبيبة إليه شكلا وموضوعا. والأجيال التى تخوض الحياة بهذه النية أقرب إلى طباع البهائم منها إلى خلائق الإنسان. أما أهل التقوى فهم وقافون عند حدود الله، هيابون أن يلموا بشىء يسقط مروءتهم ويغضب عليهم مولاهم. وقد ترقى بهم هذا الإيمان إلى ضرب آخر من الورع يستحق الإشارة. قال 159
أبو سليمان الدارانى: كل ما شغلك عن الله فهو شؤم عليك. وقال سهل بن عبد الله حين سئل عن الحلال الصافى: الحلال هو الذى لا يعصى الله فيه. والحلال الصافى الذى لا ينسى الله فيه. فالورع الذى لا ينسى الله فيه، هو الذى سئل عنه الشبلى رحمه الله، فقيل له: يا أبا بكر ما الورع؟ قال أن تتورع ألا يتشتت قلبك عن الله عز وجل طرفة عين. وهذا اللون من التفكير يقتضى نمطا حازما من السلوك لا يطيقه إلا الأقلون، منهم عمر بن الخطاب الذى كان ينظر إلى الرجلين المتساويين فمان كان أحدهما قريبا له أقصاه. كأن قرابته من أمير المؤمنين عائق له عن الصدارة والوجاهة!! ولم ذلك؟ لأن عمر شديد الحساسية بما تفعله الأسر الحاكمة فهو لا يريد أن تنتظم له أسرة فى هذا السلك، وهو يحتاط لذلك من أول الأمر. ومنهم أبو حنيفة الذى كان يتاجر فى الملابس محددا لنفسه ربحا يكفل حاجاته فحسب، رافضا ما زاد على ذلك، وإن طابت نفوس المشترين بدفعه!. وأساس هذه الخطة التى لا تلزم بها الشريعة أن هؤلاء الرجال شغلتهم فى حياتهم وظيفة أعلى، فهم يوجلون مما يصرفهم عنها، أو يوهى عزائمهم فيها. إن الرجل الذى يرى فى الله عوضا عن كل فائت، ينظر إلى عرض الدنيا وشئون الأقربين والأبعدين نظرة خاصة، نظرة من يحكم عليها من أعلى، لا من تتحكم فيه وهو دونها أو وراءها...!!
العفة والقناعة:
पृष्ठ 146