भावनात्मक पक्ष इस्लाम का
الجانب العاطفي من الإسلام
शैलियों
" ما بسقت أغصان ذل إلا على بذور طمع ". الإنسان يكون فى أشرف أحواله عندما يتبتل إلى الله، فلا يرجو إلا جداه ولا 110 يؤمل فيما سواه. هذه الحالة تقوم على إدراك عقلى سديد لطبائع الأمور. فماذا يرجو الفقير من فقير مثله، وماذا يبغى العاجز من عاجز مثله. إن المسلك الرشيد الوحيد ألا يقف المرء سائلا إلا بباب الله القوى الغنى، أما أن يتولد فى نفسه رجاء عند ذى جاه من الخلق، فهذا هو الحمق، وما أحسن قول الشاعر: ولى بالله إيمان وثيق فعن لكم بإيمان وثيق؟ قويت به فما أعيا بعبء ولا أشكو عثارا فى طريق ولا أخشى المضرة من عدو ولا أرجو المبرة من صديق وما طمعك فى بشر لو اعتدت عليه ذبابة لم يستطيع الانتصار منها؟. إن جرثومة مرض ما وهى أقل وأضأل من الذبابة تسلب الجبار من الخلق صحته، فيحار كيف يستردها منها؟. وصدق الله العظيم إذ يقول: (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب) . والغريب أن الطمع فى العبيد خالط ألوف القلوب فأفسدها. هذا عالم يتكلم بصوت خفيض وطرف كسير مع الحكام الجائرين. ولو شاء لرفع صوته كالرعد، ولكنه يهمس حينا ويخرس أحيانا لأن بذور الطمع نمت فى نفسه فأذلته... إن تطلعه إلى ما يملك فلان من مال ، وإلى ما يهب فلان من جاه جعله يلين وينكسر وينكمش. ولو أنه يئس من عطاء الخلق، وأنس بعطاء الخالق، لكان أعز نفسا وأعلى رأسا. وكم من أناس أزرى بهم طمع فى هذا وأمل فى ذاك. وكم من حقوق طمست، ومصالح عطلت؟ وأوضاع اعوجت بسبب أطماع نفسية محقورة. واليأس من الناس يحتاج إلى تدريب النفس على العفة والأنفة، وعلى اكتفاء ذاتى يصدها عن التطلع إلى ما بأيدى الآخرين، والاستغناء بالقليل الموجود عن الكثير المشتهى. قال محمد بن بشير: 111 لأن أزجى عند العرى بالخلق وأجتزى من كثير الزاد بالعلق خير وأكرم لى من أن أرى مننا معقودة للئام الناس فى عنقى إنى وإن قصرت عن همتى جدتى وكان مالى لا يقوى على خلق لتارك كل أمر كان يلزمنى عارا ويشرعنى فى المنهل الرنق
نقص القادرين على التمام:
" ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك صحبتك لمن هو أسوأ حالا منك ". الأعور أحسن حالا من العميان، ولكن العور ليسى كمالا فى الأجسام أو صحة فى الحواس. ومن الناس من يقارن جهده المحدود بأعمال أهل البلادة، أو علمه القليل بأفكار أهل الجهالة فيظن نفسه على شىء طائل، وهو فى الحقيقة فقير إلى ما يكمل مواهبه ولكنه مخدوع. إن النظر إلى أدنى حجاب قاطع، أو هو عائق عن الرفعة المنشودة. وإذا أحببت أن تقارن نفسك بغيرك فلا تنظر إلى الدهماء ثم تقول: أنا أفضل حالا، بل انظر إلى العلية ثم قل: لماذا أقصر عنهم؟ يجب أن أمضى في الطريق، ومن سار على الدرب وصل... كثير من الأذكياء وقفهم فى منتصف الطريق أو فى مبادئه أنهم صحبوا نفرا من القاصرين والعجزة، فغرهم ذلك بأنفسهم وستر عنهم ما كمن فيهم من نقص أو أخفى عنهم ما يطيقونه من درجات الكمال لو نشطوا. وهذه الصحبة وبال على الإنسان، لأنها قيدت الهمة وشلت الطموح. ولذلك ينصح ابن عطاء الله قبل ذلك فيقول: " لا تصاحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله... ".
احذرك نفسك:
पृष्ठ 100