भावनात्मक पक्ष इस्लाम का
الجانب العاطفي من الإسلام
शैलियों
فى ضجيج المعركة التى تنتظم البشر كافة حول مطالب الجسد نريد أن نتريث قليلا كيلا نضل الطريق ونجهل الغاية. لقد علا الصياح وراء وقود المعدة والفروج علوا اختلط فيه أنين الحرمان بسعار الجشع واتصلت نبرات هذا الصياح المهتاج حتى كادت أقطار الأرض لا تعرف غيره. وفى بقاع شتى لا حديث إلا عن رفع المستوى الاقتصادي، وضمان مقادير موفورة من الرغبات والشهوات للكبار والصغار. ونحن نعلم حاجة الناس إلى ما يصون ويدعم جانبهم المادى. ونعلم أن هناك فلسفات ومذاهب جارت عليه ونالت منه، كما أن هناك مظالم وفتنا عرضت هذا الجانب وعرضت الحياة العامة معه لشر مستطير... لكن العلاج العادل المستقيم لا يكون بالغلو فى التقدير أو الانحراف فى وزن الأمور. العلاج الصحيح ليس فى الزعم بأن الحياة مادة صرف، كى نجابه من حاف على أثر الظروف المادية فى كيان الإنسان وقلبه ولبه... إننا فى كتبنا الأخرى نوهنا أشد التنويه بقيمة المال ، وقدرة الأحوال المادية على عمل الكثير، بيد أننا لا نريد أن ننسى أبدا أن الأوضاع الاقتصادية التى نريد السيطرة عليها وسائل لا أهداف، وأن القصد من توجيهها هو خدمة غايات أعظم. إن رسالة الإنسان فى هذه الحياة تتطلب مزيدا من الدرس والتمحيص. ووظيفته العتيدة فى ذلكم العالم الرحب يجب أن تحدد وتبرز حتى يؤديها ببصر ووفاء، وقوة ومضاء. إن بعض الناس جهل الحكمة العليا من وجوده، فعاش عاطلا فى زحام الحياة، وكان ينبغى أن يعمل ويكافح. أو عاش شاردا عن الجادة تائها عن الهدف، وكان ينبغى أن يشق طريقه على هدى مستقيم. والنظرة الأولى فى خلق آدم وبنيه كما ذكرها القرآن الكريم توضح كل شىء فى هذه الرسالة. لقد بدأ هذا الخلق من تراب الأرض وحدها، والبشر جميعا فى هذه المرحلة من 086 وجودهم ليس لهم فضل يمتازون به، أو يعلى مكانتهم على غيرهم من الكائنات. كم تساوى حفنة من التراب؟ لا شىء. بل إن القرآن الكريم وصفهم فى هذه المرحلة بما يدل على تفاهة الشأن قال جل شأنه: (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين) . أجل، فتلك مرحلة فى تاريخ الوجود الإنسانى لا يستمد الإنسان منها أى كرامة، وإنما يستمد هذه الكرامة من الطور الآخر الذى يقول الله فيه لملائكته : (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) . فى هذه النفخة من روح الله سرت فى الكيان الإنسانى الخصائص التى استحق بها أن يسمو ويمجد، وأن تخضع له صنوف الخلق الأخرى. نعم، قبل نفخ الروح فى آدم وذريته، وما استحقوا سجودا ولا تكريما فإن الملائكة ومن دونهم لا يكلفون بالسجود لسلالة من التراب تافهة القيمة. إن هذا الغلاف المادى المجرد لا يستحق شيئا من ذلك... ولكن بعد أن تألق فى هذا الغلاف المادى قبس من نور الله الأسنى، وبعد أن صار الإنسان يحمل آثارا من صفات الله جعلته حيا ومريدا وقادرا وعالما ومتكلما وسميعا وبصيرا، بعد ذلك، استحق الإنسان أن يكون خليفة الله فى أرضه، وأن تتهيأ أرجاء الكون لاستقباله، والانقياد لأمره. إن الإنسان كائن عظيم حقا بيد أن عظمته ترجع إلى نسبه السماوى الروحى، لا إلى نسبه الأرضى المادى. ومن الناس من يقدرون نسبهم الإلهى هذا فيجعلون الحياة تزدان بالمعرفة والكرامة والفضيلة، وتسخير الكون للإنسان. ومنهم من تغلبهم نزعات الحمأ المسنون فيجعلون الحياة تسود بالشهوات والمظالم والأنانية وتسخير الإنسان لأتفه شىء فى الكون.
المادية تشد الناس إلى أسفل:
पृष्ठ 74