जनाकु मसामिर अर्द
الجنقو مسامير الأرض
शैलियों
عندما ابتعدوا قالت لي أدي: الليلة الجنقو نزلوا، ما شايفهم شايلين القوقو كيف؟
وتعني بالقوقو حقيبة صغيرة يحملها الجنقو على أكتافهم، يحتفظون فيها بأغراضهم ويعتقدون فيها كذلك، سألتها ما إذا كانت المرأة أيضا جنقوجوراية؟ فأجابتني بأنها أشهر الجنقوجورايات في الشرق كله، من الحمرة إلى أقصى صعيد القضارف، من الحواتة إلى الفشقة، كل الناس يعرفونها، ثم أكدت لي أن جدودها والشياطين هم الذين افتتحوا هذه الأراضي، كانت تتحدث بيقين وعلم راسخ وتقسم بين الحين والآخر بالله، بأن هذه الأنحاء مسكونة بالجن، ثم أضافت قائلة: والكلام دا مذكور في الكتاب.
قلت لها مندهشا: ياتو «أي» كتاب؟
قالت بسرعة: كتاب الدين، في كتاب تاني غير كتاب الدين؟
هززت رأسي بما يعني: لا والله.
بين حين وآخر أجد نفسي منشغلا بمصير صديقي، ولكن أدي لا تترك لي فرصة للتفكير، فهي إما تتحدث أو تسحبني خلفها بسرعة رهيبة في الظلام، هي تحفظ تضاريس الطريق، وشعاب المكان، وأنا كالسكران لا أستطيع أن أمشي غير متعثر، وكدت أسقط عدة مرات، مشينا مسافة قدرتها بالميل، ربما عبرنا صفين آخرين من بيوت القصب والقش والقطاطي الكبيرة، تهيأ لي أننا كنا نسير في زاوية منفرجة، حينما بلغنا ما اعتقدت أنه زاوية المثلث، سمعت صوته عاليا، بل يكاد يكون صراخا، وهذه أيضا إحدى عادات صديقي السيئة، وهي ليست علامة غضب، ولكنها دليل على أن الأمور تسير في صالحه، وبصورة جيدة.
كان يهتف قائلا: إنه لا يدفع ولا قرشا واحدا، ويكرر أن هذا «مبدأ».
كانوا داخل حوش كبير من القصب والأشواك، في وسطه قطية كبيرة وراكوبة ترسلان ضوء شحيحا من عمقيهما، كانوا يجلسون ويقفون تحت ظل الضوء الشحيح، تبدو أشباح الرجال الخمسة جلية واضحة، طلبت منهم أن يتركوه، هتف في أحدهم: إنت منو «من أنت؟»
قالت لهم الأم أدي، وفي وجهها البني تتحرك عينان قلقتان كبيرتان، تلمعان في الظلام كعيني قط يتربص فأرا: خلوه صاحبه دا حيحل معاه المشكلة.
قال مخاطبا إياي بصوت محمول على خدر الخمرة، ولسان ثقيل: أنا عايز أفهم الناس ديل الفرق بين الرذيلة والفضيلة، الفرق هو القروش العايزني أدفعها دي، القروش بتحول اللقاء الحار الإنساني البديع الخير المبارك الحصل بيني وبين الزولة الجميلة القاعدة جوه دي - مشيرا إلى عمق ظلام القطية - إلى نوع من الدعارة والشرمطة.
अज्ञात पृष्ठ