जनाकु मसामिर अर्द
الجنقو مسامير الأرض
शैलियों
خرج يتبعه عطر فهرنهايت مدهش، قالت بفخر: ولد ممتاز، اتربى هنا معانا في بيت الأم.
قلت لها مراوغا: ولكنه قال لينا أنا اتربيت في سجن القضارف.
قالت مجيبة: صاح، لمان كان صغير، دخل السجن بيرضع، ودخله بيمشي، وطلع منه مراهق، الذنب ذنب أمه أمونة، ومن ما «منذ أن» طلع من السجن دخل بيت الأم هنا، إلى اليوم.
وفي هدوء النسيم دخل ود أمونة، وضع الشيشة أمامي في أدب جم، وخرج دون أن يقول شيئا، أضافت ماء نقيا للقدر الكبير، هدأ فورانه، أخذت تجمع حاجيات القهوة من مكان خارج القطية، لم أعتد لباس الملاءة، لونها أبيض، مما أظهرني كحاج تعب أرهقه التطواف، أعرف أن صديقي قد يفعل في ساعة ما سوف يقوم بفعله شخص مثلي في يوم كامل، أعرف عنه أن ما من غامض يقف أمامه، إنه مغرم بفض غموض كل شيء؛ امرأة، حجرة، كل شيء، لم أشغل نفسي كثيرا به، الزقني الذي أحبه، بالشطة الدليخ أكلته بالقيح بربري «الشطة الخضراء» لذيذا طاعما، كان عبق قلي البن الحبشي أثار في ذكريات كثيرة كثيرة، وفي ما بعد ارتبط عندي بصورة مدهشة بكل ما يخص علاقتي بألم قشي.
كنت تعبا ومرهقا كحمار عجوز ، السفر إلى «الحلة» بالمواصلات العامة، وخاصة على ظهر البربارا يعتبره البعض نوعا من الانتحار والمغامرة، وعلى أقل تقدير الطيش. - الناس البعرفوا البلد دي، بيركبوا الباص، الباص أضمن وأسرع، البربارا موت أحمر عديل.
كانت تدلك ظهري بخليط من الحنظل، دهان أبي فاس، زيت الزيتون، وعجين القمح، تتحدث بصورة مستمرة عن المكان والزمان؛ وأدي وود أمونة، البنك الذي سوف يفتح فرعا في الحلة، شركة الاتصالات التي ستجعل الحلة قريبة جدا من العاصمة الخرطوم، بل يمكن الاتصال بأسمرا، أو أديس أبابا، حتى أمريكا ذاتها، كانت تقول عن ود أمونة إنه الرجل الوحيد، والذراع اليمنى للنساء هنا بالبيت، وفيما يشبه تقريرا قصيرا مقتضبا أفضت إلي بأسرار المكان كلها، كانت ما فوق الثلاثين بقليل، تبدو عارفة بالحياة، خبيرة في كل شيء، تحيط بها هالة من القداسة، أو كما يبدو لي، مثلها مثل كل النساء جميلة، وغامضة، ولديها ما تقدمه، وجهها يخبئ فرحة، أو حزنا، أو أنه يفصح عن الاثنين معا في آن واحد، بحرفية وبراعة سحبت رجلي اليسرى عكس دوران الساعة، ثم جذبتها إلى الأعلى في ذات اللحظة التي تناولت فيها يدي اليمنى جذبتها إليها بقوة، مما جعل جسدي يصدر صوتا بائسا مثل كسر فرع لوسيانا يابس؛ إثر ريح قاسية، ولو أن الأمر لم يتعد عدة ثوان لصرخت، عندما تركتني كنت أنعم براحة جسدية لا توصف، وخدر لذيذ، قالت لي فجأة: أنا ماشة البيت.
قلت مندهشا: البيت؟
قالت: أيوه.
ثم أضافت: بشتغل هنا مع أدي، ولكن أنوم في بيتي، عندي أولاد، وراجل هناك، ثم أضافت بحرفية: عايز واحدة تنوم معاك؟
في الحقيقة، لم أكن متأكدا من هذه الرغبة؛ حيث إنني والحق يقال لست ميالا للممارسات الجنسية، وربما لم أفعل هذا الشيء سوى مرات قليلة في حياتي، وبصورة أستطيع أن أسميها غير كاملة، بل إن ذكرياتي في ذلك الشأن مؤلمة، أظن أنني كنت خجولا عندما يتعلق الأمر بالمرأة، ولكن فاجأت نفسي بالرد: عايز.
अज्ञात पृष्ठ