80

فأجابته مغضبة: يا جميل، أهذا تبغي؟ والله لقد كنت عندي بعيدا منه، ولئن عاودت تعريضا بريبة لا رأيت وجهي أبدا.

فضحك وقال: والله ما قلت لك هذا إلا لأعلم ما عندك فيه، ولو علمت أنك تجيبني إليه لعلمت أنك تجيبين غيري، ولو رأيت منك مساعدة عليه لضربتك بسيفي هذا ما استمسك في يدي، ولو أطاعتني نفسي لهجرتك هجرة الأبد، أو ما سمعت قولي:

وإني لأرضى من بثينة بالذي

لو أبصره الواشي لقرت بلابله

بلا، وبأن لا أستطيع، وبالمنى

وبالأمل المرجو قد خاب آمله

وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضي

أواخره لا نلتقي وأوائله

فقال أبوها لأخيها: قم بنا، فما ينبغي بعد اليوم أن نمنع هذا الرجل من لقائها. (7) سكرة وصحوة

رصد جميل بثينة في نجعة لأهلها، حتى إذا صادف منها خلوة في ليلة ظلماء ذات غيم وريح ورعد، سكر ودنا منها وحذفها بحصاة فأصابت بعض أترابها، ففزعت وقالت: «والله ما حذفني في هذا الوقت بحصاة إلا الجن!» وفطنت بثينة فصرفتها ناحية من منزلها، وبقيت مع بثينة أم الجسير أختها وأم منظور. فقامت إلى جميل، فأدخلته الخباء معها وتحدثا طويلا، ثم اضطجع واضطجعت إلى جنبه، فذهب النوم بهما حتى أصبحا.

अज्ञात पृष्ठ