الاب ، وعندئذ يعود الخلق إلى أوله ، وهو على غاية الكمال ، ونهاية التام، فأبواه في البداية الشمس والقمر ، وأبواه في ولادة الدنيا الذكر والانثي ، وأبواه عند خروجه إلى دار الآخرة معلم حميد واستاذ رشيد ، يعمل في شرائع نبونه ، وصنائع فلسفته ، فبهذه الولادة يكون التمام ، والبلوغ إلى درجة الكمال ، ولذلك قال المسيح عليه السلام : « من لا يولله الولادتين ، ويرضع الرضاعتين ، لم ير ملكوت السموات فاعلم ذلك ايها الاخ وتدبير ه فعساك ترقي إلى درجات الأبرار ان شاء الله بمنه وكرمه ، واعلم ايضا ان الباري سبحانه وتعالى واحد لا كواحد الأعداد ، جل" تعالى عن تشبيه الأزواج والأفراد ، فلما كان سبحانه هو الواحد الذي لايوصف بالة جسمانية ، ولا يسبق اليه خواطر روحانية ، وكان الأول کالاثنين ، والنفس كالثلاثة ، والهيولى الاولى كالاربعة ، والطبيعة الخمسة ، والجسم كالستة ، والفلك كالسبعة ، والاركان كالثمانية ، والمتولدات كالتسعة ، ووجه آخر في أن نسبة النفس من العقل كنسبة ضوء القمر من نور الشمس ، وتأويلها أن نسبة الأساس من الناطق كنسبة العقل من الباري إذا امتلأ نوره حاکی نورها ، وتأويل ذلك ان نوره فاض على
पृष्ठ 147