जामिक सहीहयन
جامع الصحيحين لابن الحداد
शैलियों
[10] ذكر البيان عن مراعاة البدن
ورعايته بزمها عن المحارم، وحفظها عن المآثم، فمن شعب ذلك الحياء، وينقسم فيه الشعب قسمين: مأمورات ومزجورات؛ فما كان من القسم الأول فينبغي أن يكون العبد فيه كالمشاهد لمن أمره به عز وجل؛ فيستحييه حتى يأتي بالعبادات كلها على أكمل خشوع وخضوع، وأسرع بدار في ائتمار، وأصفى نية، وأخلص طوية، في حالتي ثراء وإقتار، موقنا بثوابه.
وما كان من القسم الثاني فينتهي عنه على أتم هيئة، وأكمل مراقبة؛ كأنه ناظر إلى ما يستوجبه به من مقت ربه وعقابه، ثم إذا أتى بمأمور أو انتهى عن مزجور لم ير ذلك إلا بتوفيق من الله أو عصمته، فيكون غير معتد بفعله ولا ظان أن ذلك باستحقاقه، بل يراه خالص فضل الله ورحمته، فيعد نفسه أبدا كالمقصر في ذات الله، المفرط في جنب الله، يتبرأ من نفسه حولا، ويتقاضى من ربه عز وجل ما وعده عباده فضلا منه وطولا، نازلا على مدرجة بين الرجاء والخوف؛ لا الرجاء يؤنسه، ولا الخوف يؤيسه.
101 - (خ، م) - حدثنا علي بن أحمد بن علي، قال: أنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: ثنا إبراهيم بن عبد الصمد، قال: ثنا أبو #93# مصعب، عن مالك، عن الزهري:
عن سالم، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل من الأنصار، وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحياء من الإيمان)).
पृष्ठ 92