212

जामिक लतीफ

الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف‏

शैलियों

وقام عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجرت تحت خفها عين ماء عذب، فكبر عبد المطلب، وكبر أصحابه وشربوا جميعا، وقالوا: قد قضى لك علينا الذى سقاك، فوالله لا نخاصمك فيها أبدا (1).

فرجعوا وخلوا بينه وبين زمزم، وكفاه الله شرهم، فنذر عند ذلك لئن رزق عشرة من الذكور يمنعونه ليتقرب إلى الله بذبح أحدهم. فلما تم له عشرة من الذكور أعلمهم بنذره، فقالوا له: أوف بنذرك واقض فينا أمرك، فأسهم بينهم فخرج السهم على عبد الله أبى النبى (صلى الله عليه وسلم)، فأراد أن يذبحه فمنعته قريش وأخواله من بنى مخزوم لئلا يكون ذلك فيهم سنة، فتحاكموا إلى كاهن كان بالمدينة، وقيل كاهنة، فأفتاهم بأن يسهم على عبد الله وعلى عشرة من الإبل ، وكانت عندهم إذ ذاك دية الرجل ففعل عبد المطلب ذلك، فخرج السهم على عبد الله أيضا، فقال له الكاهن: زد عشرا أخرى فإن ربك لم يرض، فزاد فخرج السهم على عبد الله فأمره الكاهن بزيادة عشرة أخرى فزاد، وفى كل ذلك يخرج السهم على عبد الله حتى بلغ العدد مائة من الإبل فخرج السهم حينئذ على الإبل، فقال له الكاهن: أعد القرعة، فأعادها فخرج على الإبل، ثم أعادها ثالثا، فخرج على الإبل، فقال له الكاهن:

قد رضى ربك فانحرها فداء عن ابنك، ففعل فاستمرت الدية فى قريش مائة من الإبل من يومئذ (2).

ثم جاء الشرع فقررها دية لكل واحد من المسلمين، واستمرت زمزم لا يصد عنها أحد ولا يمنع إلى يومنا هذا كما ترى.

ويروى أن عبد المطلب لما حفر زمزم وجد غزالين من ذهب يقال: إن جرهما دفنتهما حين خرجوا من مكة، ووجد أسيافا وسلاحا، فأرادت قريش أن يشاركوه فيها فامتنع وضرب بالقداح، فخرج الغزالان للكعبة والسلاح لعبد المطلب، ولم يخرج لقريش شىء بل تخلف قدحاها فضرب الأسياف التى خرجت له مع أحد الغزالين على باب الكعبة، وجعل الغزال الآخر فى الجب الذى فى بطن الكعبة، فكان ذلك أول حلية للكعبة. أخرجه الأزرقى (3).

पृष्ठ 227