[السجده: 1-2] و
المر تلك
[الرعد:1] فقال: قال أبي: إنما هي أسماء السور. وقال بعضهم: هو اسم الله الأعظم. ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، قال: سألت السدي عن حم وطسم والم فقال: قال ابن عباس: هو اسم الله الأعظم. حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني أبو النعمان، قال: حدثنا شعبة عن إسماعيل السدي، عن مرة الهمداني، قال: قال عبد الله فذكر نحوه. حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، عن عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل، عن الشعبي قال: فواتح السور من أسماء الله. وقال بعضهم: هو قسم أقسم الله به وهو من أسمائه. ذكر من قال ذلك: حدثني يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال: هو قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله. حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة قال: { الم } قسم.
وقال بعضهم: هو حروف مقطعة من أسماء وأفعال، كل حرف من ذلك لمعنى غير معنى الحرف الآخر. ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، وحدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا ابن أبي شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس: { الم } فقال: أنا الله أعلم. وحدثت عن أبي عبيد قال: حدثنا أبو اليقظان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، قال قوله: { الم } قال: أنا الله أعلم. حدثني موسى بن هارون الهمداني، قال: حدثنا عمرو بن حماد القناد، قال: حدثنا أسباط ابن نصر، عن إسماعيل السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: { الم } قال: أما: { الم } فهو حرف اشتق من حروف هجاء أسماء الله جل ثناؤه. حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا عباس ابن زياد الباهلي، قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: { الم } و { حم } و { ن } قال: اسم مقطع. وقال بعضهم: هي حروف هجاء موضوع. ذكر من قال ذلك: حدثت عن منصور بن أبي نويرة، قال: حدثنا أبو سعيد المؤدب، عن خصيف، عن مجاهد، قال: فواتح السور كلها { ق } و { ص } و { حم } و { طسم } و { الر } وغير ذلك هجاء موضوع. وقال بعضهم: هي حروف يشتمل كل حرف منها على معان شتى مختلفة. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى بن إبراهيم الطبري، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، عن عبد الله بن أبي جعفر الرازي قال: حدثني أبي، عن الربيع بن أنس في قول الله تعالى ذكره: { الم } قال: هذه الأحرف من التسعة والعشرين حرفا، دارت فيها الألسن كلها، ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو في آلائه وبلائه، وليس منها حرف إلا وهو مدة قوم وآجالهم. وقال عيسى ابن مريم: «وعجيب ينطقون في أسمائه، ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون»؟ قال: الألف: مفتاح اسمه «الله»، واللام: مفتاح اسمه «لطيف»، والميم: مفتاح اسمه «مجيد» والألف: آلاء الله، واللام: لطفه، والميم: مجده الألف: سنة، واللام ثلاثون سنة ، والميم: أربعون سنة. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام عن أبي جعفر، عن الربيع بنحوه. وقال بعضهم: هي حروف من حساب الجمل، كرهنا ذكر الذي حكي ذلك عنه، إذ كان الذي رواه ممن لا يعتمد على روايته ونقله، وقد مضت الرواية بنظير ذلك من القول عن الربيع بن أنس. وقال بعضهم: لكل كتاب سر، وسر القرآن فواتحه. وأما أهل العربية فإنهم اختلفوا في معنى ذلك، فقال بعضهم: هي حروف من حروف المعجم استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها التي هي تتمة الثمانية والعشرين حرفا، كما استغنى المخبر عمن أخبر عنه أنه في حروف المعجم الثمانية والعشرين بذكر «أ ب ت ث» عن ذكر بواقي حروفها التي هي تتمة الثمانية والعشرين، قال: ولذلك رفع ذلك الكتاب لأن معنى الكلام: الألف واللام والميم من الحروف المقطعة ذلك الكتاب الذي أنزلته إليك مجموعا لا ريب فيه.
... فإن قال قائل: فإن «ألف با تا ثا» قد صارت كالاسم في حروف الهجاء كما صارت الحمد اسما لفاتحة الكتاب قيل له: لما كان جائزا أن يقول القائل: ابني في «ط ظ»، وكان معلوما بقيله ذلك لو قاله إنه يريد الخبر عن ابنه أنه في الحروف المقطعة، علم بذلك أن «أ ب ت ث» ليس لها باسم، وإن كان ذلك يؤثر في الذكر من سائرها. قال: وإنما خولف بين ذكر حروف المعجم في فواتح السور، فذكرت في أوائلها مختلفة، وذكرها إذا ذكرت بأوائلها التي هي «أ ب ت ث» مؤتلفة ليفصل بين الخبر عنها، إذا أريد بذكر ما ذكر منها مختلفا الدلالة على الكلام المتصل، وإذا أريد بذكر ما ذكر منها مؤتلفا الدلالة على الحروف المقطعة بأعيانها. واستشهدوا لإجازة قول القائل: ابني في «ط ظ»، وما أشبه ذلك من الخبر عنه أنه في حروف المعجم، وأن ذلك من قيله في البيان يقوم مقام قوله: «ابني في أ ب ت ث» برجز بعض الرجاز من بني أسد:
لما رأيت أمرها في حطي
وفنكت في كذب ولط
أخذت منها بقرون شمط
فلم يزل ضربي بها ومعطي
حتى علا الرأس دم يغطي
अज्ञात पृष्ठ