जामे बयान

अल-तबरी d. 310 AH
188

जामे बयान

جامع البيان في تفسير القرآن

وسمع منهم في الأنثى نصرانة، قال الشاعر:

فكلتاهما خرت وأسجد رأسها

كما سجدت نصرانة لم تحنف

يقال: أسجد: إذا مال. وقد سمع في جمعهم أنصار بمعنى النصارى، قال الشاعر:

لما رأيت نبطا أنصارا

شمرت عن ركبتي الإزارا

كنت لهم من النصارى جارا

وهذه الأبيات التي ذكرتها تدل على أنهم سموا نصارى لنصرة بعضهم بعضا وتناصرهم بينهم. وقد قيل إنهم سموا نصارى من أجل أنهم نزلوا أرضا يقال لها «ناصرة». حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج: النصارى إنما سموا نصارى من أجل أنهم نزلوا أرضا يقال لها ناصرة. ويقول آخرون: لقوله:

من أنصاري إلى الله

[آل عمران: 52]. وقد ذكر عن ابن عباس من طريق غير مرتضى أنه كان يقول: إنما سميت النصارى نصارى، لأن قرية عيسى بن مريم كانت تسمى ناصرة، وكان أصحابه يسمون الناصريين، وكان يقال لعيسى: الناصري. حدثت بذلك عن هشام بن محمد، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: إنما سموا نصارى لأنهم كانوا بقرية يقال لها ناصرة ينزلها عيسى بن مريم، فهو اسم تسموا به ولم يؤمروا به. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: { الذين قالوا إنا نصارى } قال: تسموا بقرية يقال لها ناصرة، كان عيسى بن مريم ينزلها. القول في تأويل قوله تعالى: { والصابئين } قال أبو جعفر: والصابئون جمع صابىء، وهو المستحدث سوى دينه دينا، كالمرتد من أهل الإسلام عن دينه. وكل خارج من دين كان عليه إلى آخر غيره تسميه العرب صابئا، يقال منه: صبأ فلان يصبأ صبأ، ويقال: صبأت النجوم: إذا طلعت، وصبأ علينا فلان موضع كذا وكذا، يعني به طلع.

अज्ञात पृष्ठ