هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
[الإنسان: 1] قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ليت ذلك الحين. ثم قال: قالت الملائكة: يا رب أو يأتي علينا دهر نعصيك فيه لا يرون له خلقا غيرهم. قال: لا، إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا وأجعل فيها خليقة يسفكون الدماء ويفسدون في الأرض. فقالت الملائكة: { أتجعل فيها من يفسد فيها } وقد اخترتنا؟ فاجعلنا نحن فيها فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك ونعمل فيها بطاعتك وأعظمت الملائكة أن يجعل الله في الأرض من يعصيه. فقال : إني أعلم ما لا تعلمون، يا آدم أنبئهم بأسمائهم فقال: فلان، وفلان. قال: فلما رأوا ما أعطاه الله من العلم، أقروا لآدم بالفضل عليهم، وأبى الخبيث إبليس أن يقر له، قال:
قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
[ص: 76]
قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها
[الأعراف: 13] وقال ابن إسحاق بما: حدثنا به ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، قال: لما أراد الله أن يخلق آدم بقدرته ليبتليه ويبتلي به، لعلمه بما في ملائكته وجميع خلقه وكان أول بلاء ابتليت به الملائكة مما لها فيه ما تحب وما تكره للبلاء والتمحيص لما فيهم مما لم يعلموا وأحاط به علم الله منهم جمع الملائكة من سكان السموات والأرض، ثم قال: { إني جاعل في الأرض خليفة } يقول: عامر أو ساكن يسكنها ويعمرها خلقا ليس منكم.
ثم أخبرهم بعلمه فيهم، فقال: يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء ويعملون بالمعاصي، فقالوا جميعا: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدمآء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك } لا نعصي ولا نأتي شيئا كرهته؟ قال: { إني أعلم ما لا تعلمون } قال: إني أعلم فيكم ومنكم، ولم يبدها لهم من المعصية والفساد وسفك الدماء وإتيان ما أكره منهم، مما يكون في الأرض، مما ذكرت في بني آدم. قال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم:
ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون * إن يوحى إلي إلا أنمآ أنا نذير مبين
[ص: 69-70] إلى قوله:
فقعوا له ساجدين
अज्ञात पृष्ठ